بدأ الاتحاد الأوروبي وتركيا أمس، تطبيق اتفاق وقف تدفق المهاجرين إلى القارة العجوز، إذ أعادت 3 سفن تركية حوالى 200 مهاجر من جزيرتي ليسبوس وخيوس اليونانيتين إلى تركيا، فيما وصلت دفعة أولى من طالبي اللجوء السوريين إلى ألمانيا آتية من اسطنبول. واعتبرت المفوضية الأوروبية أن تركيا أوفت بالتزاماتها القانونية المتعلقة باستعادة مهاجرين من اليونان، إذ وصلت السفينة الأولى إلى مرفأ ديكيلي التركي، واستقبل مرفأ شيشما (جنوب) السفينتين الأخريين. وكان على متن السفينة الصغيرة «ليسفوس» والسفينة الأكبر «نظلي جاله» 131 شخصاً معظمهم من باكستان وبنغلادش، أبحروا من مرفأ ميتيلين، كبرى مدن ليسبوس، كما أفادت ايوا مونكور، الناطقة باسم وكالة «فرونتكس» لمراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي التي تشرف على العملية. وأعطت للشرطة اليونانية أرقاماً مختلفة قليلاً، معلنةً ترحيل 136 شخصاً، هم 125 باكستانياً و4 سريلانكيين و3 من بنغلادش و2 من الهند و2 من سورية. وتجمع بعض الأشخاص قرب المرفأ للتعبير عن تعاطفهم، فيما رفعت لافتة على شرفة فندق قبالة المرفأ كُتب عليها: «تركيا ليست آمنة». إلا أن العملية تمت «بهدوء وانتظام»، كما قالت مونكور. ونقِل المهاجرون وجميعهم من الرجال، إلى المرفأ في حافلات من مخيم موريا الذي كانوا محتجزين فيه على بعد 10 كيلومترات، وصعدوا بهدوء إلى السفن وسط حراسة مشددة وبرفقة بعض عناصر وكالة «فرونتكس». أما في خيوس، الجزيرة الأخرى القريبة من تركيا، فانطلقت السفينة «ارتورك» وعلى متنها 66 مهاجراً، هم 42 افغانياً و10 عراقيين و6 باكستانيين و5 كونغوليين وصومالي وعاجي وهندي. وقال حاكم مدينة ديكيلي التركية مصطفى توبراك أمس، إن الآلاف لا يزالون يتوافدون الى الشواطئ اليونانية على رغم الاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. وأضاف أن المهاجرين الذين أعيدوا إلى تركيا سينقلون إلى مركز ترحيل في مدينة كيركلاريلي بعد الخضوع لفحوص طبية. وزاد: «قيل إن حوالي 5 آلاف مهاجر غير قانوني وصلوا إلى اليونان بعد 20 آذار. لا نعرف كم منهم من سورية وكم منهم سيرحَلون إلى تركيا في إطار الاتفاق. سيتضح ذلك خلال الأيام المقبلة». في غضون ذلك، وصل 32 لاجئاً إلى ألمانيا أمس، وشكلوا دفعةً أولى من اللاجئين السوريين الآتين من اسطنبول. وحطت طائرتان أقلتا اللاجئين في مدينة هانوفر، حيث نُقلوا إلى مركز للاجئين في فريدلاند (على بعد 140 كيلومتراً عن هانوفر). وطلبت ممثلة مكتب الهجرة كورينا فيتشر من الصحافيين احترام خصوصية اللاجئين وهم أفراد 6 عائلات. وكان بين المجموعتين 10 أطفال وفتى على كرسي متحرك. وقالت فيتشر «كل هذا جديد جدا وصعب جدا على اللاجئين، لقد قطعوا مسافةً طويلة للغاية»، فيما حمل أحد المحتجين لافتة كُتب عليها: «واصلوا الفرار، اللاجئون غير مرحب بهم». وقالت فيتشر إن القادمين الجدد سيمضون أسبوعين في ملجأ موقت في بلدة فريدلاند لفترة تمهيدية حيث سيتم إعطاؤهم دروساً اساسية في اللغة الألمانية وستقدَم لهم اللوجستيات الضرورية قبل وضعهم في منازل في ولاية ساكسونيا السفلى. وينص الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا على أن يستقبل الإتحاد سورياً واحداً مقابل كل سوريٍ يُعاد إلى تركيا من اليونان، على ألا يتجاوز العدد الإجمالي 72 ألف شخص.