هدم الجيش الإسرائيلي أمس منازل ثلاثة فلسطينيين نفذوا هجوماً أودى بحياة مجندة إسرائيلية في شباط (فبراير) الماضي، فيما أكد التشريح الذي أجري على جثة الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، الذي ظهر جندي إسرائيلي في شريط فيديو وهو يقتله برصاصة في الرأس بينما كان ملقى على الأرض، أن الرصاصة في الرأس كانت سبب مقتله، بحسب ما أعلن طبيب فلسطيني. وأعلنت مصادر أمنية فلسطينية أمس أن الجيش الإسرائيلي هدم بالمتفجرات منازل ثلاثة فلسطينيين، أحمد ناجح أبو الرب (21 سنة) وأحمد زكارنه (19 سنة) ومحمد أحمد كميل (19 سنة) الواقعة في بلدة قباطية شمال الضفة الغربية، وأن تبادلاً لإطلاق النار جرى خلال عملية الهدم مما أدى إلى إصابة فلسطينيين اثنين بالرصاص. وكان الشبان الثلاثة نفذوا هجوماً بسكاكين في الثالث من شباط في القدسالشرقية، أسفر عن مقتل مجندة وجرح أخرى. على صعيد آخر، قال مدير معهد الطب العدلي في جامعة النجاح الطبيب ريان العلي الذي شارك في تشريح جثمان عبد الفتاح الشريف (21 سنة) في معهد أبو كبير الإسرائيلي أنه «بعد التشريح الكامل، فان الإصابة القاتلة كانت التي تلقاها المرحوم في الرأس» من جندي إسرائيلي بينما كان ملقى على الأرض. واعتقل الجندي بعد إطلاقه النار على الشاب الفلسطيني في 24 آذار (مارس) بعد حادث طعن في الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. وتردد أن ممثلي النيابة الإسرائيلية يفكرون في توجيه تهمة القتل العمد للجندي البالغ من العمر 19 سنة، إلا أنهم أبلغوا المحكمة العسكرية أثناء جلسة استماع الخميس أنهم يحققون معه بتهمة القتل غير العمد، بحسب الإعلام الإسرائيلي. وأضاف: «كانت هناك أعيرة نارية عدة. وكانت الإصابات كلها في العضلات والأطراف السفلية بالإضافة إلى إصابة في الرئة اليمنى ولكنها لم تكن فتاكة ولم تؤد إلى الوفاة». وشارك العلي الأحد في التشريح مع أطباء إسرائيليين. وتوصل فريق الطب الشرعي الإسرائيلي الذي قام بالتشريح إلى الخلاصات نفسها، بحسب ما نقل الإعلام الإسرائيلي عن مصادر قريبة من الملف. وجرى التشريح بعدما سمحت المحكمة العليا الإسرائيلية لعائلة الشاب الفلسطيني باختيار طبيب للمشاركة في العملية. ويظهر شريط الفيديو الذي تم تبادله بشكل واسع على الإنترنت وعرضته قنوات التلفزيون الإسرائيلية الخاصة والحكومية، واحدة من أوضح الحالات عن عملية قتل لفلسطيني من دون أن يكون هناك أي خطر يهدد الجنود الإسرائيليين. وفي الشريط، تصل سيارات إسعاف إسرائيلية إلى المكان وتبدأ بنقل الجندي المصاب بجروح طفيفة، فيما يظهر شخصان مصابان ممددين على الأرض. وفي هذه الأثناء يطلب أحد الجنود من سيارة الإسعاف الرجوع قليلاً لتغطية إطلاق النار على رأس الشاب الفلسطيني الملقى أرضاً». وبموجب القانون الإسرائيلي فإن القتل غير العمد يعني القتل بنية لكن من دون سبق إصرار وترصد. وندد المدافعون عن حقوق الإنسان بما اعتبروه «إعداماً» بينما وصف الفلسطينيون ما حصل بأنه «جريمة حرب». ومنذ الأول من تشرين الأول (أكتوبر) استشهد مئتا فلسطيني في أعمال عنف تخللتها مواجهات بين فلسطينيين وإسرائيليين وإطلاق نار ومحاولات وعمليات طعن قتل فيها أيضاً 28 إسرائيلياً إضافة إلى أميركي وإريتري وسوداني.