لم تحل عودة الناشطين اللبنانيين الاربعة الذين كانوا على متن «اسطول الحرية» بعد احتجاز اسرائيل لهم من ضمن عشرات آخرين كانوا على السفن المبحرة لكسر الحصار على قطاع غزة، من دون مواصلة لبنان الرسمي والشعبي احتجاجاته على الجريمة التي ارتكبتها اسرائيل، فتواصلت الاعتصامات ومواقف الادانة والتضامن مع الشعب الفلسطيني. وتشاور رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس هاتفياً، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الاوضاع الناشئة عن الهجوم الاسرائيلي ومقررات مجلس وزراء الخارجية العرب. وشدد الجانبان بحسب البيان الصادر عن المكتب الاعلامي في قصر بعبدا، «على ضرورة فك الحصار عن غزة ووجوب قيام لجنة تحقيق في المجزرة الاسرائيلية، وأهمية التنسيق الفلسطيني مع المندوب اللبناني في مجلس الامن لكون لبنان يمثل المجموعة العربية في المنظمة الدولية». وكان وزير الخارجية علي الشامي عاد الى بيروت آتياً من القاهرة، بعد حضوره اجتماع وزراء الخارجية العرب، وصرح ان لبنان «كلف عبر بعثتنا في نيويورك بالتنسيق مع المجموعة العربية وتركيا والاصدقاء بدعوة مجلس الامن الى الانعقاد لاصدار قرار يدين اسرائيل ورفع الحصار نهائياً وفوراً عن غزة». واذ شكر «مجلس حقوق الانسان الذي اصدر توصيات عديدة اهمها ادانة العدوان وتأليف لجنة تقصٍ للحقائق ورفع الحصار فوراً»، لفت الى ان «هناك دولاً وقفت موقف المتفرج والممانعة ومنها اميركا سواء في مجلس حقوق الانسان او في مجلس الامن ووجه لها لوماً شديداً خلال الاجتماع العربي». عودة اللبنانيين وكان الناشطون الأربعة وهم: الدكتور هاني سليمان (جريح) والزميل عباس ناصر وحسين شكر (الذي خسر زوجته واولاده خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في عام 2006) والمصور التلفزيوني اندريه ابو خليل عادوا ليل اول من امس، من بوابة الناقورة الحدودية بعدما سلمتهم اسرائيل الى البعثة الدولية للصليب الاحمر التي سلمتهم بدورها الى السلطات اللبنانية، واستقبل الاربعة استقبال الابطال ونثر الرز والزهور عليهم ولوح مستقبلونهم بالاعلام اللبنانية والفلسطينية والتركية ورايات «حزب الله». وقال شكر للصحافيين انه خاطب الاسرائيليين بالقول: «انتم قتلتم اولادي». ونقل الجريح سليمان الى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت لمعاينة اصابته برصاص اسرائيلي في رجليه ومعالجته بعدما تبين ان الاصابة طاولت الاعصاب. وغص صالون المستشفى بالمهنئين بالسلامة وكذلك منازل الثلاثة الآخرين. ولبت مدراس رسمية وخاصة الدعوة الى تخصيص ساعة للتضامن مع الناشطين الذين كانوا على متن اسطول الحرية، واستمع الطلاب الى شرح عن المجازر التي يقوم بها الارهاب الاسرائيلي والاعمال العنفية والهمجية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على ارضه المحتلة، واستمع الاساتذة الى آراء الطلاب في الحرية ومقاومة الاحتلال والدفاع عن الانسانية ضد الارهاب بأشكاله كافة. صلاة الغائب في مساجد لبنان ومن المقرر ان يقيم المصلون في المساجد اللبنانية وبدعوة من دار الفتوى صلاة الغائب اليوم على ارواح الشهداء الذين سقطوا ظلماً وعدواناً، وان ينفذوا بعد صلاة الجمعة اعتصامات ومسيرات احتجاج على الاعتداء الاسرائيلي على الناشطين الذين حاولوا نقل مواد غذائية وادوية الى المحاصرين الفلسطينيين في قطاع غزة. وكان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني اجتماعاً للعلماء وأئمة وخطباء المساجد في لبنان في دار الفتوى من اجل هذه الغاية. ونفذ «تجمع الاطباء في لبنان» وقطاعات الاطباء واطباء الاسنان والصيادلة في التجمع الوطني الديموقراطي في لبنان والاتحاد العام للاطباء والصيادلة الفلسطينيين في لبنان اعتصاماً في حديقة بيت الاممالمتحدة احتجاجاً على الاعتداء الاسرائيلي على السفينة، ووجهوا رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طالبوه فيها بالعمل من خلال مجلس الامن على فك الحصار المفروض على غزة بأقصى سرعة ممكنة ورفض تحويل القضية «من اعتداء سافر وجريمة صهيونية موصوفة الى قضية افراد دخلوا الكيان الغاصب من دون اذن واعتقلوا ويقتضي الافراج عنهم وتسفيرهم الى بلدانهم». وكان اهالي مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين نفذوا امس اعتصاماً بدعوة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقوى التحالف الفلسطينية امام عيادة وكالة «اونروا» حاملين اعلام فلسطين وتركيا ولبنان ورايات الفصائل الفلسطينية. وألقيت كلمات دانت «دولة الارهاب»، ولفتت الى انه «اذا كانت الحكومة الاسرائيلية لم تقبل بدخول المواد الغذائية الى غزة فكيف بها ان تقبل بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس؟». ونظمت بلدية صور بالتعاون مع نقابة صيادي الاسماك وجمعية التضامن الثقافية الرياضية مسيرة بحرية، تضامنا مع قطاع غزة و»اسطول الحرية» والشهداء الاتراك الذين سقطوا على متن الاسطول. وانطلقت المسيرة من امام ميناء صور وشارك فيها اكثر من مئة مركب صيد رافعة الاعلام اللبنانية والفلسطينية والتركية ورايات حركة «امل» و «حزب الله»، وجالت عند ساحل المدينة ولدى وصول المسيرة عند الشاطئ ألقيت كلمات عن «ابطال اسطول الحرية الذين اعلنوا بدمائهم ان الحصار يجب ان ينكسر»، مشيدة بمواقف تركيا. وأضيئت الشموع على طول الشاطئ. زيارات الى السفارة التركية وباشرت الأحزاب والتيارات والقوى السياسية اللبنانية سلسلة زيارات لسفارات الدول الأعضاء في مجلس الأمن، فزار وفد يمثل الأحزاب السفارة التركية وضم ممثلين عن: «التيار الوطني الحر» وحركة «امل» و «تيار المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي»، فيما زار وفد آخر ضم ممثلين عن «أمل» و «المستقبل» و«الجماعة الإسلامية» وحزب «الوطنيين الأحرار» و «التقدمي» سفارة نيجيريا، ومن المتوقع ان يزور وفد مشترك اليوم سفارتي البرازيل والمكسيك، والإثنين المقبل السفارة البريطانية، وتسلم الوفود السفارات مذكرة سياسية موحدة تندد بالاعتداء الإسرائيلي وتطالب بمحاسبة إسرائيل على سياساتها العداونية وتحض مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته. وزار وفد من كتلة «المستقبل» النيابية، مقر السفارة وقدم التعازي الى لقائم بأعمال السفارة شكرو كوميت وابلغه مضمون موقف رئيس الكتلة ونوابها الذين يدعمون موقف تركيا ورئيس حكومتها رجب طيب اردوغان. وكان رئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة التقى السفير المصري لدى لبنان أحمد البديوي، وعرض معه آخر التطورات. وزارت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية بهية الحريري مقر السفارة المذكورة مقدمة التعازي الى كوميت ب «شهداء مجزرة قافلة سفن الحرية»، منوهة ب «الدور التركي الإيجابي الداعم للموقف الفلسطيني والعربي في الصراع مع العدو الاسرائيلي». وزار وفد من «الجماعة الاسلامية»، مقر السفارة دعماً لموقف حكومتها.