في وقت ارتفعت فيه وتيرة المعارك في مناطق متعددة بسورية خاصة منطقة السواحل، شهدت الساحة اللبنانية انقساما سياسيا وشعبيا تجاه اللاجئين السوريين، حيث يرى فريق أن نزوحهم بأعداد كبيرة، غير ديموغرافية البلد الصغير، داعيا إلى عدم دعمهم، فيما رفض فريق آخر هذا التوجه، مطالبا بوقف كل محاولات التضييق والعنف التي تطال السوريين. وكان الطيران الحربي قد واصل أمس قصف أنحاء عدة في سورية شملت العاصمة دمشق وحلب وحمص وحماة ودرعا ودير الزور. وشهدت منطقة الساحل معارك عنيفة، وقصف الجيش الحر "القرداحة" بلدة الرئيس السوري بشار الأسد ومسقط رأس أبيه بصواريخ "جراد"، كما اقتحم رجاله نقطة عسكرية في بلدة "كسب" بريف اللاذقية، في وقت كثفت فيه قوات النظام قصفها مستهدفة طرد مقاتليه. وأشارت تقارير إلى وجود مقاتلي الجيش الحر في "النقطة 45" وهي مرصد عسكري تابع لقوات الأسد يطل في "كسب" على مساحات واسعة من ريف اللاذقية، بعد أن تمكنوا من دخول المرصد بعملية أسفرت أيضا عن مقتل قائد كتيبة القوات الخاصة في "النقطة 45"، حيث المرصد الذي اقتحموه بمدرعة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات. من جهة أخرى، انقسمت التوجاهات في لبنان حول اللاجئين السوريين، وهو ما أسفر عن تأسيس صفحتين، الأولى سميت ب"الحركة النازية اللبنانية ضد الوجود السوري"، يبدو أنها مدعومة من جماعات الثامن من آذار، تم إغلاقها منذ يومين من قبل إدارة الفيسبوك بعد الإبلاغ عنها، والصفحة الثانية أقامها شبان من مختلف الانتماءات للرد على العنصرية تحت عنوان "الحملة اللبنانية الداعمة للسوريين بوجه العنصرية اللبنانية"، ووصل عدد أعضائها في أيام قليلة إلى أكثر من 8 آلاف. لا للعنصرية هو "هاشتاج" الصفحة ومن الشعارات التي رفعها الشباب اللبناني الناشط في دعم الثورة السورية منذ انطلاقتها من المجتمع المدني والذين أسسوا للصفحة ووعدوا بأن الدعم لن يكون فقط عبر الفيسبوك وسيتحول خلال أيام إلى نشاطات أخرى علنية وغير خجولة.