أوقفت السلطات التركية في حي كوفاكوي بمدينة دياربكر (جنوب شرق) أمس، مشبوهاً في تفجير سيارة مفخخة باستخدام لتحكم من بعد وأدت إلى مقتل سبعة شرطيين وجرح 27 شخصاً في المدينة ذاتها الخميس الماضي، وذلك غداة اعتداء جديد أوقع قتيلاً هو عامل بناء سوري و18 جريحاً قرب قاعدة عسكرية بمحافظة ماردين. ويبدو أن المشبوه الموقوف هو الرجل الذي رصدته كاميرات المراقبة يترجل من سيارة بيضاء قبل انفجارها عند مرور آلية للشرطة، علماً أن السلطات أوقفت تسعة مشبوهين في إطار التحقيق أول من أمس. وكان الذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني تبنى مسؤولية الاعتداء في بيان نقلته وكالة أنباء «فرات» المقربة منه، مؤكداً أنه يأتي «رداً على هجمات الجيش التركي في كردستان». وتدور منذ أشهر مواجهات دموية بين قوات الأمن ومتمردي «الكردستاني» في عدد من مدن جنوب شرقي الأناضول الخاضع لحظر تجول، في حين تعيش تركيا في حال استنفار قصوى بسبب سلسلة اعتداءات لا سابقة لها نسِبت إلى جهاديين أو ارتبطت باستئناف النزاع الكردي. وأعلن الرئيس رجب طيب أردوغان هذا الأسبوع أن 355 عنصر أمن قتلوا منذ استئناف المواجهات في المنطقة منذ الصيف، في مقابل سقوط 5359 عنصراً من «الكردستاني». إلى ذلك، أكد الاتحاد الأوروبي تضامنه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد اعتداء ديار بكر. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني: «نكرر تضامننا الدائم مع تركيا وحكومتها وشعبها، ونؤكد دعمنا التام للتصدي للإرهاب والعنف»، ما شكل رداً على الانتقادات المتكررة لأردوغان في شأن غض الدول الغربية نظرها عن متمردي الكردستاني. ودعا أردوغان خلال مشاركته في قمة الأمن النووي بواشنطن الأسرة الدولية، إلى دعم عمل حكومته ضد الانفصاليين الأكراد بعد اعتداء دياربكر، وقال: «لم يعد يمكن السماح بذلك. آمل في أن ترى الدول الأوروبية والدول الأخرى الوجه الحقيقي لهذه الاعتداءات». وقالت الناطقة باسم موغيريني إن «السلطات التركية تواجه تحديات صعبة ترتبط أيضاً بأعمال العنف التي ينفذها حزب العمال الكردستاني المدرج على لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية». وشددت على أن «حواراً حقيقياً في إطار عملية تسوية النزاع الكردي هو الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى حل سلمي ودائم»، داعية تركيا إلى «السير مجدداً في عملية السلام مع الأكراد التي أعطت أخيراً نتائج إيجابية وواعدة». ويعوّل الاتحاد الأوروبي على تعاون تركيا من أجل البدء في إرسال مهاجرين الإثنين يصلون بطريقة غير شرعية إلى السواحل اليونانية، وذلك في إطار اتفاق مثير للجدل قد يوقف تدفق المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي. أوباما وحرية الصحافة على صعيد آخر، أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما قلقه من توجهات ضد حرية الصحافة في تركيا، مشيراً إلى أنه حض أردوغان على عدم انتهاج استراتيجية القمع ووقف المناقشات الديموقراطية في بلاده، علماً أنه أكد أن تعاون تركيا مع الولاياتالمتحدة مهم في شأن قضايا دولية عدة رغم الخلافات بين البلدين. وزاد: «وصل أردوغان إلى السلطة بوعد بتحقيق الديموقراطية. وتركيا تاريخياً بلد تعيش فيه العقيدة الإسلامية الراسخة جنباً إلى جنب مع الحداثة والانفتاح المتزايد. وهذا هو التراث الذي يجب أن يتبعه بدلاً من استراتيجية تتضمن قمع الإعلام ووقف المناقشات الديموقراطية». ويُحاكم صحافيان بارزان في تركيا لنشرهما صورة قيل إنها تظهر إرسال وكالة الاستخبارات شاحنات محمّلة أسلحة لمقاتلي المعارضة في سورية في مطلع 2014. وأكد أردوغان أنه سيواصل مقاضاة أي شخص يوجه له إهانة في تركيا، حيث وُضع صحافيون ومنتقدون له في السجن. والخميس، حصلت اشتباكات أمام معهد «بروكينغز» الأميركي على هامش كلمة ألقاها أردوغان هناك، إذ اشتبك مسؤولون في جهاز أمنه مع متظاهرين مؤيدين للأكراد احتجوا على وجوده في واشنطن. وهاجم عناصر الأمن أيضاً صحافيين، وركل أحدهم صحافياً حاول تصوير الصدامات، فيما نعت آخر خبيرة في السياسة الخارجية بأنها «مومس لحزب العمال الكردستاني».