واصل طيران التحالف العربي أمس، ضرب مواقع مسلحي الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح في محافظات تعز والجوفومأرب على وقع معارك مستمرة تخوضها القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش اليمني ضد المتمردين في مختلف الجبهات. وفي نيويورك، أكد المبعوث الخاص الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، أن التحضيرات جارية لجولة المحادثات التي ستعقد برعاية الأممالمتحدة في الكويت في 18 الشهر الحالي. وقال إن هذه المحادثات تهدف إلى «التوصل لاتفاق شامل ينهي الحرب ويسمح باستئناف الحوار السياسي الشامل وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن 2216 وسواه من قرارات المجلس ذات الصلة". وأضاف ولد الشيخ أن فريقه «يقوم بالعمل والتخطيط بالسرعة الكاملة»، وأن «خبراء الأممالمتحدة السياسيين أُرسلوا بالفعل إلى صنعاءوالرياض للعمل مع الوفود للتحضير لانطلاق جولة المحادثات»، وأن «فريقاً آخر في طريقه الى الكويت لإنهاء التحضيرات مع وزارة الخارجية الكويتية». كما رحب «بالخطوات المشجعة أخيراً بين السعودية وجماعة أنصار الله، على غرار إطلاق سجناء والتهدئة النسبية على الحدود». وقال إن هذه المبادرات «تقوي روح إجراءات بناء الثقة التي تمت توصيتها في جولة المحادثات السابقة». من جهة أخرى، قال السفير اليمني في الأممالمتحدة خالد اليماني، إن الحكومة اليمنية «ذاهبة إلى الكويت لإنهاء الانقلاب، وبعد التأكد من إنهاء مظاهر الانقلاب بحسب بنود القرار 2216 سنكون حينها مستعدين لمناقشة كل القضايا الأخرى المتعلقة بالعملية السياسية التي كانت توقفت بسبب الانقلاب». وبالنسبة إلى صمود وقف الأعمال القتالية على الصمود، الذي يفترض أن يبدأ في 10 الشهر الحالي، قال اليماني: «إذا شعرنا بأن الفريق الانقلابي جاد في وقف القتال وبدأ يرفع الحصار عن تعز، وتوجه نحو تطبيق النقاط الأخرى في القرار 2216، يمكننا حينها الحديث عن وقف إطلاق نار مستدام، أما إن لم يتقيدوا به فإنهم يتحملون مسؤولية إفشاله». كما شكك في التقارير التي تتحدث عن انقسامات في فريق الحوثيين– صالح، معتبراً أنها تهدف الى خداع المجتمع الدولي. ميدانياً، أفادت مصادر المقاومة والجيش بأن قواتهما المشتركة استمرت أمس في التقدم غرب محافظة الجوف وسيطرت على عدد من المواقع في مديرية الغيل في ظل معارك عنيفة وغارات لطيران التحالف استهدفت مناطق «السلمات والساقية». وذكرت مصادر في المقاومة ل «الحياة»، أن المقاومة والجيش الوطني قطعا على الحوثيين خط الإمداد بين مديرية الغيل ومديرية مجزر، وتمكنا من السيطرة على منطقة الدرب وحصن الدامر، فيما عثرا على مخازن أسلحة في جبال حليف، بعد فرار الميليشيات منها، منوّهة بأن الهجوم بدأ فجر أمس باتجاه الصفراء من اتجاه منطقة «ماري»، في حين يفرض الجيش والمقاومة حصاراً خانقاً على ميليشيا الحوثي وصالح في موقع الصفراء الاستراتيجي. وجاء تصاعد المعارك غداة إحراز الجيش والمقاومة «انتصاراً نوعياً» تمثل في تحرير مديرية «مجزر» شمال مأرب والمناطق المتاخمة لها في محافظة الجوف وأهمها منطقة الصفراء ومدينة «براقش» الأثرية، وأدى ذلك إلى التحام قوات الجيش والمقاومة في جبهة الجوف مع نظيرتها في جبهة مأرب وقطع طرق إمداد الحوثيين. وفي مديرية صرواح غرب محافظة مأرب، حيث آخر معاقل الحوثيين في المحافظة، استمرت المواجهات أمس في «جبال هيلان» باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وشارك طيران التحالف في توجيه عدد من الغارات على مواقع المتمردين ومخازن الأسلحة التابعة لهم في المنطقة، وأفادت مصادر المقاومة بأنها سيطرت على موقعين وألحقت بالمتمردين خسائر في الأرواح والعتاد. وعلى صعيد آخر قصفت طائرات التحالف أمس مواقع لمسلحي تنظيم «القاعدة» في مديرية «تُبن» التابعة لمحافظة لحج قرب قاعدة العند العسكرية، وأفاد شهود بأن الغارات استهدفت مباني يتحصن فيها مسلحو التنظيم في منطقة «بير ناصر». ووصف نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح، ضربات التحالف على مواقع «القاعدة» في حضرموت ولحج وعدن بأنها «موفقة ودقيقة»، وقال أثناء ترؤسه اجتماعاً لحكومته في الرياض، إن «مواجهة الإرهاب هي المواجهة الأكثر تعقيداً، كونه ينطلق من مفاهيم عقائدية مقيتة، ويهدف إلى هدم الأوطان وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد».