تواجه البرازيل معضلة جديدة بعد انتشار فيروس «اتش 1 ن 1» قبل أربعة اشهر من استضافة مدينة ريو لدورة الألعاب الاولمبية الصيفية، ليضاف الى وباء «زيكا» القاتل. وأدى فيروس «اتش 1 ن 1» الى وفاة 46 شخصاً في اقل من شهرين في البرازيل، وتحديداً في جنوب شرقي البلاد، أي أكثر بعشر وفيات من مجمل من الرقم المسجل في العام 2015 وفق تقرير لوزارة الصحة البرازيلية. وسجلت حالة وفاة واحدة صباح أمس (الخميس)، في ريو التي تحتضن الألعاب الأولمبية من 5 الى 21 آب (اغسطس) المقبل. وتقوم السلطات البرازيلية بحملة تلقيح وطنية من 30 نيسان (ابريل) الجاري حتى 20 ايار (مايو) المقبل. وظهر فيروس «اتش 1 ن 1» في البرازيل في الأعوام الماضية بين شهري ايار (مايو) وتموز (يوليو) عندما تكون درجات الحرارة غير مرتفعة كثيراً، ولكن هذا العام فاجأ السلطات اذ بدأ في شباط (فبراير) الماضي. وأعرب منظمو دورة الألعاب الاولمبية عن قلقهم من انتشار فيروس «زيكا» في البرازيل، ولكنهم ابدوا ثقتهمم بتراجعه في الوقت المناسب للالعاب. وقال رئيس الخدمات الطبية في اللجنة المنظمة للاولمبياد جواو غرانغيرو في هذا الصدد: «في آب (اغسطس) المقبل، فإن عدد البعوض سيتراجع بشكل كبير وعدد حالات زيكا سيعكس هذا التراجع». لكنه أكد أنه يتعين اتخاذ احتياطات من قبل الرياضيين والسياح بارتداء «الملابس المناسبة». وقال الناطق باسم اللجنة المنظمة للالعاب ماريو اندرادا: «نحن واثقون بأننا سنفوز في هذه المعركة وانها لن تؤثر في الألعاب». وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من تفشي «زيكا» بطريقة «سريعة جداً» في الأميركيتين مع توقع اصابة 3 الى 4 ملايين شخص خلال 2016. كما أكدت أن هناك «شكوكاً قوية» بوجود علاقة سببية بين فيروس «زيكا» وارتفاع حالات صغر الرأس عند المواليد. ويعتقد أيضاً أن «زيكا» له علاقة باضطراب عصبي يدعى «متلازمة غليان باري». وأوصت كولومبيا والسلفادور والأكوادور والبرازيل وجامايكا وبورتوريكو النساء بتجنب وتأجيل الحمل قبل السيطرة على الوباء. ولا علاج حتى الآن للمرض الذي يتسبب به الفيروس بينما تؤكد منظمة الصحة العالمية ان أعداد لقاح يحتاج الى أكثر من عام. في سياق متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أن الباحثين على مستوى العالم باتوا على قناعة بأن عدوى «زيكا» الفيروسية يمكن أن تسبب تشوهات الأجنة وصغر حجم الرأس علاوة على متلازمة «جيلان باريه»، وهي مرض عصبي نادر يمكن أن ينتهي بالشلل. ويمثل هذا البيان أقوى تأكيد حتى الآن من المنظمة الدولية للارتباط بين فيروس «زيكا» الذي ينقله البعوض وهذه الحالات. وأعلنت المنظمة عن أول مؤشر على احتمالات زيادة حالات صغر حجم الرأس خارج البرازيل، وهي أشد البلدان تضرراً حتى الآن من العدوى التي تستشري بسرعة في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي حيث تتحرى كولومبيا المجاورة عن 32 حالة لصغر حجم الرأس منذ كانون الثاني (يناير) الماضي منها ثماني حالات مصابة بفيروس «زيكا». ويمثل هذا الرقم في كولومبيا زيادة ملحوظة عن المتوسط السنوي البالغ نحو 140 حالة. وقالت المنظمة أمس: «بناء على المشاهدات والتحليلات ودراسات حالات المقارنة فثمة توافق علمي على أن فيروس زيكا يسبب متلازمة جيلان باريه وصغر حجم الرأس ومشكلات عصبية أخرى». وقالت المنظمة في تقريرها الأسبوعي السابق إن من المرجح لدرجة كبيرة أن يكون الفيروس وراء تلك الحالات.