في الوقت الذي أجمع فيه مغردون من جميع دول العالم على التغريد فخراً بوسم: «المملكة تقود الحرب على الإرهاب»، في موقع التواصل الاجتماعي الأشهر «تويتر»، واستعراض جهودها في مكافحة ومحاربة الإرهاب، بدءاً بإنشاء منظمة مكافحة الإرهاب وانتهاء بتدشين التحالف الإسلامي. وذلك على مدى أشهر، واجهت المملكة أخيراً «حرباً ناعمة»، شنها تحالف إلكتروني يجمع عدداً من أعداء المملكة، للتحريض عليها، إذ كشف خبير الأدلة الرقمية الدكتور عبدالرزاق المرجان أن نحو 19 ألف مشاركة «تويترية» مسيئة إلى المملكة ومضادة لوسم «قيادة المملكة الحرب على الإرهاب»، مشيراً إلى تجريم التعاطف وتمويل منظمة «حزب الله» الإرهابية. وأوضح المرجان في تصريح إلى «الحياة» أن المملكة كانت على موعد لخوض «معركة ناعمة» أخرى، ولكن هذه المرة التنفيذ ليس من تنظيم «داعش الإرهابي» ولكن من «تحالف إلكتروني» من جميع أعداء المملكة، أطلق وسم (هاشتاق): «#السعودية_وطن_الإرهاب»، مشيراً إلى أن ذلك جاء في وقت لا يعرف أهميته إلا رجال استخبارات وصناع القرار، ومؤكداً أن الوقت عامل مهم لكسب تأييد وتعاطف الرأي العام. وكشف المرجان أنه عند الرصد الإلكتروني لهذا الوسم، وُجد أنه استطاع جمع 18303 مشاركات خلال 24 ساعة، ووصل عدد المشاركين إلى 10359 مشاركاً من 55 دولة على مستوى العالم. كان الهدف من هذا الوسم (#السعودية_وطن_الإرهاب) تشويه سمعة المملكة أمام العالم بالتسويق لكلمة أوباما، الذي اتهم المملكة بنشر الإرهاب، وربط تفجير بروكسيل بالمملكة على أنها دولة داعمة وممولة للإرهاب. كما كشف الرصد الإلكتروني أن هذا الوسم تمت مشاركته من جميع الأحزاب التي تعادي المملكة وتشجع على الطائفية والعنف والإرهاب، وهم من مؤيدي حزب التجديد، والحشد الشعبي، والحوثيين، وحزب أنصار الله، وحزب الله اللبناني. وأضاف المرجان: «بناء على الرصد فإن أكثر المشاركين كانوا من المملكة بنسبة 39 في المئة، وبعدها كانت المشاركات من الولاياتالمتحدة الأميركية بنسبة 28 في المئة. ثم العراق بنسبة خمسة في المئة، ومثلها بريطانيا، واليمن بنسبة أربعة في المئة». وأكد المرجان أن التحالف العربي الإلكتروني، بقيادة السعوديين استطاع بجدارة سحب زمام الوسم المسيء من الموالين للأحزاب الإرهابية المعادية وكسحهم بنسبة 72 في المئة، موضحين أن المملكة من أوائل الدول المحاربة للإرهاب. وأوضح: لم تحقق هذه الجماعات الإرهابية مشاركة سوى نسبة 10 في المئة. وكانت تنشر الأكاذيب وتضلل الرأي العام، إذ ادعّوا أن التحالف العربي على اليمن كان لقتل أطفال اليمن، وأن المملكة تدعم وتمول الإرهاب لزعزعة الأمن. وأن كتب «داعش» مصدرها محمد بن عبدالوهاب وابن تيمية، ومحاولة إلصاق «داعش» بالمملكة. كما أنه - لكسب تعاطف المجتمع السعودي - لم يغب عن بالهم طرح القضية الاجتماعية الأشهر في المملكة، وهي «قيادة المرأة السيارة» في هذا (الوسم). وأضاف: من المثير للدهشة رصد دخول بعض صفحات «تويتر» الإباحية في هذا الوسم بنسبة ثلاثة في المئة، ونشر المقاطع الإباحية، وبخاصة بعد الدخول العاصف من السعوديين على هذا الوسم ورفضه، مشيراً إلى شطب «تويتر» واحداً في المئة من الحسابات المؤيدة لهذه الأحزاب الإرهابية. وقال المرجان: «بعد أن اتضح، بما لا يدع مجالا لشك، توجه أعداء المملكة لاستخدام أحد أنواع «المعارك الناعمة» على المملكة لتشويه سمعتها وتجنيد أبنائها والتضليل الإعلامي. تحتاج المملكة إلى أن تتبنى إستراتيجية وإدارة الحرب الناعمة بحكم أنها تقود التحالف العربي والإسلامي ضد الإرهاب». لافتاً إلى أن «القوة الناعمة» أكثر تأثيراً وأقل كلفة، ونتائجها مذهلة، ولكنها تحتاج إلى متخصصين. وأكد المرجان أن هناك ارتباطاً واضحاً وتبادل أدوار بين «حزب الله» اللبناني، و«داعش» و«الحشد الشعبي» و«الحوثيين» في الحرب الناعمة. إذ أدار «داعش» قبل أيام قليلة وسم (#غزوة_بروكسيل)، وكانت تستشهد بآيات من القرآن والأحاديث، لتبرير الهجمات الإرهابية ضد بلجيكا، وبعد ذلك تم إصدار وإدارة وسم (#السعودية_وطن_الإرهاب)، لربط المملكة بالإرهاب من طريق الادعاء أن المملكة دولة تصدر الإرهاب من طريق الدين ودعمه وممولة له. مشيراً إلى الزيارة الخطرة التي قام بها المدير العام لوكالة إيران للأنباء «إرنا» والسفير الإيراني في لبنان، لوحدة الإعلام الإلكتروني لحزب الله في الشهر الماضي، وبحث كيفية التعاون وأهميته، كونها تصب في اتجاه واحد».