«لا تراجع عن الحرب ضد الإرهاب والإرهابيين».. عبارة تؤكدها القيادة السعودية في كافة المحافل المحلية والإقليمية والدولية ذات العلاقة، مشددة على أن مكافحة الإرهاب ومموليه ومنفذيه والمحرضين عليه، يجب ألا تتوقف إلا باستئصال شأفة هذه الآفة واقتلاعها من جذورها، سواء داخل المملكة، أو في دول يعتبر أمنها جزءا لا يتجزأ من أمن المملكة، بل وفي العالم أجمع من أجل أن يعم الأمن والاستقرار والسلام شعوب الأرض كافة، ذلك أن تنمية ونهضة أي مجتمع لا يمكن أن تتحقق في غياب الأمن والاستقرار. وفي هذا السياق، جاء إعلان السعودية استعدادها لإرسال قوات برية للمشاركة ضمن قوات التحالف الدولي ضد ما يسمى تنظيم داعش الإرهابي، وتوجت ذلك بمشاركة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في اجتماع وزراء الدفاع في دول التحالف الدولي لمحاربة ما يسمى بتنظيم «داعش» الإرهابي، الذي عقد الخميس الماضي في مقر حلف «الناتو» في العاصمة البلجيكية بروكسل، لمناقشة الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وخطة العمل الدولية المشتركة لمكافحة الإرهاب. ولم يكن مستغربا ما عبر عنه وزراء الدفاع في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وكذلك الأمين العام لحلف «الناتو»، الذين التقاهم الأمير محمد بن سلمان، على هامش الاجتماع، من ارتياح لإعلان المملكة تشكيل التحالف العسكري الإسلامي، مشددين على أن هذه الخطوة ستدعم الجهود الدولية لمحاربة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش». وفيما جدد ولي ولي العهد التزام المملكة بالمضي في قرارها بمحاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي، أكد وزراء دفاع دول التحالف الدولي على مساندة المملكة في هذا الاتجاه، والعمل سويا على تحويل قوة «داعش» المزعومة إلى أقصى درجات الضعف، إضافة إلى تناغم الأعمال العسكرية مع الأنشطة الشاملة في الخطوط الأخرى من أجل تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق استقرار دائم في المنطقة. واعتبر وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، اجتماع بروكسل بداية مرحلة جديدة في حملة إلحاق الهزيمة ب«داعش». بدوره، شدد المستشار في مكتب وزير الدفاع، العميد ركن أحمد عسيري، أنه لا رجوع عن قرار نشر قوات على الأرض في سورية، مجددا التأكيد على أن المملكة مستعدة لتنفيذ عمليات برية أو جوية في إطار التحالف الدولي ضد «داعش». وكان الأمير محمد بن سلمان، أعلن في مؤتمر صحفي في الرياض بتاريخ 15/12/2015 عن تشكيل التحالف العسكري الإسلامي بقيادة المملكة وعضوية 34 دولة، مؤكدا أن هذا التحالف ليس لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي فحسب، بل سيحارب أي منظمة إرهابية تظهر أيا كان تصنيفها، وأيا كان موقعها في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وبين أنه ستنشأ غرفة عمليات في العاصمة السعودية الرياض، لتنسيق ودعم الجهود لمحاربة الإرهاب في جميع أقطار وأنحاء العالم الإسلامي. وقال في الوقت ذاته «سيكون هناك تنسيق دولي مع جميع المنظمات الدولية ومع الدول المهمة في العالم لهذا العمل»، متوقعا كل الدعم والتنسيق من دول العالم، والمنظمات الدولية لتحقيق الهدف من إنشاء هذا التحالف الإسلامي العسكري.