طالبت النائب العربية في الكنيست عن «التجمع الوطني الديموقراطي» حنين زعبي بتشكيل لجنة تحقيق دولية رسمية تشكلها الأممالمتحدة للتحقيق في الجريمة التي نفذتها إسرائيل ضد سفن «أسطول الحرية» لكسر الحصار، «خصوصاً أن الجريمة ارتكبت في المياه الدولية وأن الضحايا رعايا دول كثيرة». ودعت إسرائيل إلى السماح لممثلي وسائل الإعلام المختلفة بلقاء مئات ركاب السفينة للاستماع إلى إفاداتهم وشهاداتهم عما حصل كي لا تظل الرواية المتداولة إسرائيلية فقط. وطالبت بإطلاق سراح جميع المشاركين في الحملة، بمن فيهم رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان وزعيم الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح والشيخ حماد أبو دعابس الذين اقتادتهم الشرطة الإسرائيلية إلى المحكمة لتمديد اعتقالهم بداعي اعتدائهم على الجنود. وكانت زعبي تتحدث في مؤتمر صحافي عقدته في مدينة الناصرة أمس بعد ساعات قليلة من إفراج السلطات الإسرائيلية عنها في ميناء أسدود مع العلم أنها كانت أحد أعضاء وفد «لجنة المتابعة العربية» إلى الأسطول. وفندت زعبي الرواية الإسرائيلية بأن الجنود تعرضوا لمحاولة «فتك»، وقالت إن إطلاق النار على ركاب السفينة «مرمرة» بدأ قبل عملية إنزال أفراد الكوماندوس على السفينة. وتابعت أنه «خلال الدقائق العشر الأولى من الإنزال سقط ثلاثة قتلى وقضى اثنان آخران ينزفان دماً من دون أن تقدم لهم الإسعافات الضرورية، على رغم إلحاحهما على تقديمها». وقالت: «كان الهدف من القتل السريع بث أجواء من الرعب... كانت هناك إشارات كافية أننا لا نريد أية مواجهة، لكن رد الجنود جعلنا نشعر أن حياتنا جميعاً في خطر وأننا لن نخرج أحياء». وزادت أنه «بعد ساعة ونصف الساعة تمت السيطرة على غرفة القيادة وتم إدخال جميع الركاب إلى قاعات كبيرة وقام الجنود بتكبيل الجميع، باستثناء النساء وكبار السن وأجروا التفتيش الجسدي على الجميع مستعينين بالكلاب ولم يعثروا على أية قطعة سلاح». وكانت البلدات العربية شهدت أمس إضراباً احتجاجياً شاملاً شمل المؤسسات الرسمية والخاصة والمحال التجارية والمدارس. وسارت في معظم البلدات مسيرات وتظاهرات احتجاجية، كما وقعت مواجهات بين الطلبة الجامعيين العرب في مختلف الجامعات الإسرائيلية والطلبة اليهود المؤيدين للمجزرة. واعتقلت الشرطة أكثر من 20 متظاهراً، أكثر من نصفهم من الناصرة، كبرى المدن العربية في إسرائيل. وامتنعت الشرطة عن دخول البلدات العربية تحسباً لمواجهات معها، لكنها انتشرت بقوات معززة على مداخل عدد من المدن العربية.