أعلن مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود، وصول وفد من الوساطة الأفريقية التي يقودها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي إلى الخرطوم خلال ساعات لتحريك عملية السلام، غداة اتساع نطاق المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» في ولاية جنوب كردفان ومقتل عشرات من الطرفين، بينما قالت حكومة جنوب السودان إن زعيم المتمردين رياك مشار سيصل إلى جوبا مطلع الأسبوع. وقال محمود إن الحكومة أجرت اتصالات مباشرة مع القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم جيري لانير وعدد من المبعوثين الدوليين لإطلاعهم على آخر تطورات الأوضاع. وأكد تشجيع حكومته للجهود التي يبذلها المبعوثون الدوليون للضغط على قادة المعارضة السودانية وحضهم على توقيع «خريطة الطريق» الأفريقية لوقف الحرب والحوار، التي وقعتها الحكومة في أديس أبابا أخيراً. واتهم قادة متمردي «الحركة الشعبية – الشمال» بالتهرب من وقف الحرب عقب رفضهم التوقيع على خريطة الطريق. وأعلن الجيش السوداني أنه استعاد السيطرة على منطقة أم سردبة التي تشكّل موقعاً استراتيجياً لمقاتلي «الحركة الشعبية – الشمال» في قطاع كادقلي، وقتل 55 متمرداً، في حين أفادت الحركة بأنها استعادت السيطرة على منطقة عقب من الجيش وكبدته 60 قتيلاً وحاصرت منطقة كركراية، مؤكدةً أن المعارك لا تزال دائرة في مناطق أخرى. وقال الناطق باسم الجيش العميد أحمد الشامي في بيان إن «الجيش تمكن من تحرير مدينة أم سرّدبة المعقل الرئيس للمتمردين في قطاع كادقلي وأحد أهم مراكزهم القيادية، وتحرير المنطقة المشتركة، حيث تكبد العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد». وأكد أن الجيش تصدى لمحاولة يائسة قام بها المتمردون لاستعادة منطقة الكركراية المحررة، موضحاً أنه ألحق بهم هزيمة كبرى قُتل فيها 55 متمرداً وجُرح العشرات. في المقابل، قال الناطق باسم «الحركة الشعبية» ارنو نقوتلو لودي أن مقاتليهم تمكنوا أمس، من استعادة منطقة عقب في محافظة هيبان واستولوا على شاحنة وسيارة صغيرة. كما حاصروا القوات الحكومية في كركراية بعد مقتل 60 منهم وتدمير 10 سيارات ودبابة، مشيراً إلى أن الجيش لم يستعد السيطرة على أم سردبة وان المعارك لا تزال دائرة في منطقة العتمور. على صعيد آخر، قال مسؤول في حكومة جنوب السودان إن الحكومة السودانية أغلقت أول من أمس حدودها مجدداً مع دولة الجنوب، بعد أسبوع من قرار الخرطوم بمعاملة الجنوبيين في السودان كأجانب. وقال حاكم مقاطعة الرنك في ولاية غرب النيل، ستيفن شان ألونق، إن سلطات المقاطعة تلقت خطاباً رسمياً من حاكم ولاية النيل الأبيض عبدالحميد موسى كاشا يفيد بأن الحكومة الوطنية أصدرت أوامر لوقف الحركة عبر الحدود مع جنوب السودان. وقال ألونق: «حتى الناس الذين يزورون أقاربهم في مستشفيات السودان منِعوا من عبور الحدود من قبل سلطات الحدود السودانية»، لكن مسؤول في الرئاسة السودانية قال ل «الحياة» إن الخرطوم لم تقرر بعد اقفال الحدود وما حدث في ولاية النيل الأبيض قرار محلي مرتبط بتهديد في المنطقة، لافتاً إلى أن قرار اغلاق الحدود سيادي ولا يصدر من حاكم ولاية.