أعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس حال استنفار في صفوفها تحسباً ل «أعمال شغب» في البلدات العربية في اسرائيل استنكاراً للمذبحة التي نفذها الكوماندوز البحري الإسرائيلي فجر أمس ضد المشاركين في «أسطول الحرية» لكسر الحصار عن قطاع غزة. وعمت البلدات العربية أمس تظاهرات غاضبة مع شيوع نبأ المذبحة والأنباء المتضاربة عن احتمال تعرض رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل الشيخ رائد صلاح الذي يشارك المتضامنين مع أهالي غزة إلى إصابات بالغة برصاص البحرية الإسرائيلية. وهدأت الأوضاع قليلاً مع إذاعة نبأ أن الشيخ ليس بين المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات الإسرائيلية، وبعد أن أكدت زوجته أن المصاب الذي عادته في المستشفى ليس زوجها إنما شخص يشبهه إلى حد بعيد. وشهدت ساعات المساء تظاهرتين كبيرتين في مدينتي أم الفحم (بلدة الشيخ صلاح) وحيفا، وسط أنباء عن أن بين المصابين في العدوان الإسرائيلي فلسطينيين من عرب الداخل. وجرت تظاهرة أخرى بمشاركة ناشطين يهود يساريين قبالة مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، ندد خلالها المتظاهرون بسياسة الحكومة الإسرائيلية ووزير الدفاع ايهود باراك، وحملوا الأعلام الفلسطينية والسوداء، ورفعوا شعارات كتب عليها: «ليحاكَم قتلة وسفاحو شعبنا»، و «حكومة مجازر ... حكومة إرهاب»، وغيرها. وقالت الإذاعة العامة إن الشرطة نشرت قوات كبيرة على مداخل عدد من المدن العربية، خصوصاً أم الفحم في وادي عارة، كما تم استدعاء قوات «الوحدات الخاصة» لتفريق المتظاهرين وحشدها في الجليل والمثلث ويافا وحيفا. وأعلنت «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل» في ختام اجتماع طارئ عقدته أمس الإضراب العام والشامل اليوم، ودعت عرب الداخل إلى المشاركة في فعاليات الاحتجاج والتظاهرات في البلدات العربية كافة. ودانت لجنة المتابعة الجريمة ووصفتها ب «عملية قرصنة تمت في المياه الدولية ومجزرة حقيقية ضد الضمير الإنساني». وحذرت السلطات الإسرائيلية من استفزاز المتظاهرين في المدن والقرى العربية «الذين يتظاهرون كحق طبيعي وشرعي ضد هذه المجزرة». وحمّلت الشرطة الإسرائيلية مسؤولية أي استفزاز ضد المتظاهرين والمحتجين. يذكر أن وفداً عن «لجنة المتابعة» يشارك في «أسطول الحرية» يضم رئيسها محمد زيدان والشيخ رائد صلاح والنائب حنين زعبي من التجمع الوطني الديموقراطي. كما أعلنت «إدارة مصلحة السجون» حال تأهب قصوى خشية أن ينفذ الأسرى السياسيون أعمال احتجاج داخل جدران السجون.