تمنى المتحدث الرسمي باسم الاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد أن «تكون الأندية السعودية متحدة مع المنتخب من أجل مصلحة رياضة الوطن»، مبيناً «صعوبة التعاقد مع مدرب مميز في الفترة الحالية في ظل سطوة الدوري الإنكليزي بقدرته المالية والإعلامية»، مشدداً في الوقت ذاته على «أهمية بقاء مارفيك على دفة الإدارة الفنية للمنتخب الوطني». وأوضح المعيبد أن «المنتخب لا يحتاج للوائح انضباطية لضبط لاعبين محترفين، لكونهم يعرفون ما لهم وما عليهم»، لافتاً إلى أن «الإعلام والجمهور زعزعوا الثقة بين اللاعبين والمدرب، حتى باتت هشة بسبب متابعة اللاعبين بما يطرح عن مدربهم في وسائل الإعلام ومواقع الواصل الاجتماعي»، جاء ذلك في حوار أجرته «الحياة» معه.. فإلى نصه: هل تم التجديد بشكل رسمي مع المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك أو تم حسم التفاوض معه؟ - عقد المدرب مارفيك ينتهي بنهاية آب (أغسطس) المقبل، وبعد نهاية مواجهة اليوم أمام منتخب الإمارات، وهي المباراة الأخيرة في التصفيات الآسيوية الأولية، سيتم التفاوض معه لتجديد العقد، فلدينا الرغبة الكبيرة في استمراره، وإذا اتفقنا على شروط معينة فسيتم الإعلان، وفي حال عدم الاتفاق ستكون الفرصة متاحة لأي مدرب آخر. حينما وقع الاختيار على مارفيك، هل كانت رغبة اتحاد الكرة في جلب مدرب موقت أم مدرب يستمر حتى يحقق الطموح ويصل بالمنتخب إلى كأس العالم والمنافسة بقوة على اللقب الآسيوي؟ - في تلك الفترة كان الوقت ضيقاً جداً، ولم تكن هناك فرصة لإيجاد مدرب جيد بعقد طويل حتى يحقق منتخبنا الوطني أهدافه المرجوة، في ظل تذبذب المستوى الفني للمنتخب لفترة ليست بالقصيرة، وتم الاجتماع مع مارفيك وشرحنا له خططنا وأهدافنا المستقبلية. لكن تأخر التعاقد مع المدرب كثيراً، فلم يشرف المنتخب إلا بعد المواجهة الثانية في التصفيات الآسيوية؟ - نعم تم التعاقد معه بعد المباراة الثانية في التصفيات، وكنا مضطرين كون الوقت دهمنا، ولكن ولله الحمد حصلنا على اسم كبير، ولا يستطيع أحد أن يقلل من كفاءة هذا المدرب، ولو نظرنا لمدربي منتخبات المنطقة سنجد أن مارفيك هو الأشهر بينهم، واعتقد أننا وفقنا معه والنتائج خير دليل. سؤال يدور في مخيلة كل سعودي، هل من ضمن الشروط التي ينوي اتحاد القدم طرحها على طاولة التفاوض لتجديد عقد مارفيك، متابعته للدوري المحلي؟ - بالتأكيد وهذا من أهم الشروط، لكن هناك أمراً لا بد أن نضعه في الاعتبار، أننا من دون المال الكافي لا نستطيع أن نحصل على مدربين كبار كما كان في السابق، فهناك دول وأندية تجاوزتنا بمراحل، ففي أوروبا هناك أندية تجاوزت اتحادات بلدانها من ناحية القدرة المالية، فالأندية في فرنسا واسبانيا وانكلترا وحتى في إيطاليا تملك مدربين أفضل من مدربي منتخباتها، واليوم عوائد النقل في انكلترا تدر على الأندية مبالغ خيالية، إضافة إلى البنية التحتية وقوة المنافسة والإعلام، فهذا جاذب لأي مدرب كبير في العالم للتدريب في الدوري الانكليزي، أو الحضور في أي دوري أوروبي عبر الأندية. * ما صحة المفاوضات القائمة مع بعض الأسماء؟ - سابقاً فاوضنا مدربين كثراً، وكل من تم التفاوض معه لديه الرغبة الأكيدة في البقاء في الدوريات الأوروبية فالأجواء هناك مختلفة كالحضور الجماهيري والمتابعة الإعلامية، إضافة إلى المال، واليوم هناك مدربون يتقاضون 9 و 12 وحتى 15 مليون يورو في السنة من دون ضرائب، والقدرة المالية التي كنا في السابق نمتلكها ونتعاقد بها مع زاغالو وكارلوس البرتو وغيرهما اليوم لا نستطيع أن نمارس الدور ذاته إلا بمبالغ مضاعفة للموجود في أوروبا، فالمدرب كونتي عندما ترك تدريب المنتخب الإيطالي ووقع عقداً مع تشيلي الانكليزي كان بسبب العرض المالي الكبير. كأنك تلمح لنية اتحاد كرة القدم التنازل عن عدد من الشروط للتجديد مع مارفيك في سبيل الابقاء عليه في ظل هذه الظروف الصعبة التي ذكرتها في الحصول على مدرب مميز؟ - ليست قضية شروط، نحن مقتنعين تماماً بأنه لا بد من وجوده في السعودية ومتابعته للدوري، لكن كيف يتابع الدوري هذا موضوع آخر، فهناك مدرب ليس من الضروري أن يكون موجوداً لديك 11 أو 12 شهراً في السنة، فمن الممكن أن يوجد في كل شهر أسبوع ويحضر ثلاث أو أربع مباريات ويتابع المواجهات المهمة والنهائيات، وأعتقد أنها مدة كافية، وهذا الوضع الطبيعي لمدربي المنتخب، فمدربو المنتخب ليس لديهم عمل أثناء الدوري، وصحيح هم مطالبون بالحضور للأندية والالتقاء بالأجهزة الفنية، ولكن مدرب المنتخب مختلف عن مدرب النادي، وفي حال تم التجديد معه سنكون سعيدين بذلك، وإن لم يكتب لنا ذلك سنبحث عن مدرب آخر. إذا عدنا للتاريخ سنجد أن المدرب البرازيلي أنغوس اسم مغمور استطاع الوصول بمنتخبنا الوطني إلى نهائي كأس آسيا 2007 وحقق نتائج كبيرة واكتشف أسماء مميزة، فهل أنتم في الاتحاد السعودي تبحثون عن الأسماء أم عن الكفاءة الفنية والاستقرار؟ - القضية ليست مقارنات، لو لا سمح الله وفشل المدرب أنغوس في تلك الفترة ولم يقدم المستويات المميزة لوقع اللوم على اتحاد كرة القدم حينها كونه جلب مدرباً مغموراً، ولكن حينما تجلب مدرباً ذا كفاءة فنية عالية، فإن فشله لا يتعلق بالتخطيط وإنما يتعلق بالظروف، فنحن نضع الأدوات أمام هذا الجهاز، ومسألة الفشل والنجاح واردة. ثقة الإعلام الرياضي والجمهور بمدرب المنتخب مهزوزة، خصوصاً في جانب التشكيلة وإبعاد بعض اللاعبين؟ - للأسف أنه قبل مباراتي ماليزياوالإمارات لا حديث يعلو على حديث أن مارفيك يحلل في قناة تلفزيونية أو لا يحلل، فاللاعب يومياً يقرأ في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي أحاديث عدة عن مدربه، وهذه الأخبار والأحاديث أفقدت اللاعبين الثقة بالمدرب وجعلتها هشة بينهم، وكذلك هي الحال للمؤسسة الرياضية في ظل رغبتنا في تجاوز هذا المنعطف المهم، وكل يوم حديث بهذا الشكل، وأنا لم أره في أي مكان في دول العالم. ولكن في عدد من الدول يتعرض المدربون للهجوم من وسائل الإعلام كما هو حاصل لدينا؟ - في الدول القريبة يتفقون على مدرب منتخب بلادهم وعلى الهدوء والدعم وعدم التصعيد، لأن هناك منتخباً يمثل الوطن وليس منتخب كرة قدم، كما يحدث الآن في قطروالإمارات، ولكن للأسف الشديد ما زلنا إلى اليوم نتجادل، هل هو يحلل مباريات، ومتى ينتهي عقده، فهذه الأسئلة في مثل هذه الظروف الصعبة تربك العمل. بعيداً عن المدرب، ماذا تم حيال اللاعبين المستبعدين من المنتخب بقرار انضباطي؟ وهل هناك لوائح انضباطية صارمة؟ - اللوائح مهمة جداً، لكن من غير المعقول أن تكون هناك لوائح في منتخب الوطن، فكل لاعب منطو لديه عقد احترافي في أي نادٍ يعرف واجباته بشكل جيد، ومتى يحضر ومتى ينام ومتى يأكل، ومتى يتدرب، ومتى يهيئ نفسه لبطولة، وكيفية التزامه بالمعسكر، وأوقات الحضور للمعسكر، فهل نحتاج في اتحاد كرة القدم إلى أن نعلم اللاعبين بعد كل هذه الفترة التي قضوها في الملاعب، متى يحضرون للمعسكر، هل أحتاج أن أبين له متى يخرج أو لا يخرج؟ برأيك هل الأندية مسؤولة عن عدم انضباط اللاعبين؟ - أعتقد أن الأمور تحتاج إلى أن تساعد الأندية مع الاتحاد السعودي لكرة القدم من أجل مصلحة رياضة الوطن. متى نرى منتخبنا الوطني بالشكل المحبب للسعوديين كافة؟ ومتى يعود لسابق عهده؟ - عندما يكون لدينا دوري قوي سيكون لدينا منتخب قوي، وعندما يكون لدينا لاعبون على مستوى فني عالٍ وخليط من لاعبي الخبرة والشباب وكل لاعب يتطلع بحماسة كبيرة لخدمة الوطن من خلال وجوده في المنتخب، أعتقد أنه سيكون لدينا منتخب قوي ومنافس بقوة على البطولات القارية ومشرف في المحافل العالمية، والجميع يعرف مقومات المنتخب القوي، وهناك كلام كبير لا أحب التطرق إليه، ونتمنى التوفيق لمنتخبنا في مباراة اليوم أمام منتخب الإمارات الشقيق.