واصل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اعتصامه داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد لليوم الثاني على التوالي، وسط إجراءات أمنية مشددة. وخرج أنصاره أمس في تظاهرات في العاصمة و المحافظات. وأكد المسؤول الإعلامي للاعتصام محمد الكعبي ل «الحياة»، أن «الصدر أمضى ليلته الأولى معتصماً في خيمته الخضراء بهدوء، في انتظار أن تكشف الحكومة عن التغيير الوزاري المرتقب والإصلاحات التي تصب في محاربة الفساد. بمعنى آخر، أن اعتصام سماحة القائد الصدر مفتوح حتى تنفيذ البرنامج الإصلاحي الذي ينقذ البلاد من سطوة المفسدين». وعن استقباله مسؤولين في خيمته، قال إن «غالبية المسؤولين اتصلوا به بغية لقائه إلا أنه رفض استقبال أي منهم حتى تحقيق المطالب، وما روجه البعض عن زيارة رئيسي الجمهورية والبرلمان عار من الصحة تماماً»، وأضاف أن «المقربين من سماحته وبعض نواب كتلة الأحرار، تكفلوا بتأمين ما يحتاجه يومياً، وكلها أشياء بسيطة، مثل الأكل والشرب»، وأكد أن «كل أنصاره المعتصمين خارج أسوار الخضراء وغيرهم، تطوعوا لتلبية حاجاته، لكنه رفض، مكتفياً بما يمكّنه من الاستمرار في اعتصامه». وعزا المتحدث باسم الهيئة السياسية للتيار الصدري جواد الجبوري، دخول مقتدى الصدر المنطقة الخضراء والاعتصام داخلها في خيمة بمفرده فيها، إلى رغبته في «التصدي بشكل مباشر للتظاهرات وحركة الاعتصام وقيادة تلك الحركة بشكل ديموقراطي وسلمي، وقد خرج لطلب الإصلاح ودعوة القوى السياسية إلى المضي في العملية المؤسساتية». وأوضح أن «مشروع الإصلاح الوطني لا يتوقف أو ينتهي عند تشكيل حكومة تكنوقراط، بل أن الأمر يشمل إجراءات أوسع تتمثل بالقضاء على الفساد وإنهاء العمل بالوكالة في وزارات الدولة والبناء المؤسساتي الصحيح للدولة العراقية». وشهدت الليلة الأولى لاعتصام الصدر إجراءات أمنية مشددة تمثلت بقطع الجسور والطرق المؤدية إلى المنطقة ما اضطر أنصاره إلى السير باتجاه مكان اعتصامه تأييداً له، فيما خرجت جماهير تياره أمس في تظاهرات، خصوصاً في كربلاء والنجف وبابل وواسط وميسان وذي قار والبصرة، فضلاً عن بغداد، وطالبت بتأمين الحماية القصوى لزعيمها وتسريع وتيرة الإجراءات لتنفيذ التغيير الوزاري.