أحيت إرلندا الأحد ذكرى مرور مئة عام على «انتفاضة الفصح» الدموية في 1916 على الهيمنة البريطانية، وهي حركة التمرد التي أدت الى استقلال البلاد في 1922. وقال جيمس كونولي هيرون (66 سنة) حفيد أحد قادة هذه الثورة جيمس كونولي «انه الحدث الذي جلب الحريات التي نتمتع بها اليوم، انها لحظة حاسمة في التاريخ». وتم إحياء ذكرى هذا التمرد الذي سيطر على مبانٍ في دبلن وأعلن جمهورية ارلندا في اثنين الفصح في 1916، بعرض امتد على طول 4.4 كيلومتر عبر العاصمة امام مئات الآلاف من المشاهدين. وقاد المراسم ضابط في الجيش تلا إعلان المتمردين في 1916 الذي أكد «حق الشعب الإرلندي في امتلاك إرلندا». وقال الرئيس الإرلندي مايكل هيغينز مساء السبت أن «أمتنا قطعت طريقاً طويلاً منذ اشتعال دبلن في 1916. في مجالات عدة يمكننا ان نرى اننا لم نحقق كل احلامنا ومثلنا التي قدم أجدادنا من أجلها الكثير». وأضاف انه يجب ان نتأكد من ان المستقبل «يشمل الأصوات المتعددة التي تؤكد انها تريد إرلندا جديدة ولدت من مخيلاتنا المعاصرة». ووضع هيغينز أكليل ورود على نصب الجندي المجهول قبل الوقوف دقيقة صمت على أرواح مئات الاشخاص الذين قتلوا خلال الانتفاضة التي استمرت ستة ايام. ودعي حوالى خمسة آلاف من أبناء وأحفاد متمردي 1916 الى العرض الذي نقل مباشرة على عدد من الشاشات العملاقة في المدينة. وكانت هذه الانتفاضة بدأت في اثنين الفصح في 24 نيسان (أبريل) 1916 عندما استولى أكثر من ألف شخص على مبانٍ استراتيجية في وسط دبلن مثل القصر العدلي ومحطة القطارات. وأربك التحرك لندن في البداية لكنها أرسلت تعزيزات ونجحت بعدما قصفت المدينة، في دفع المتمردين الى التخلي عن مقر قيادتهم في ادارة البريد في وسط دبلن، قبل استسلامهم نهائياً في 29 نيسان. وقتل حوالى 500 من المتمردين وأوقف آلاف آخرون بينما أعدم قادة التحرك ال16، مما أثار استياء كبيراً وأحيا النزعة الى الاستقلال. وبعد أقل من ست سنوات على ذلك، وافقت المملكة المتحدة على قيام أمة إرلندية مستقلة لكن من دون شمال شرقي الجزيرة أي إرلندا الشمالية، التي بقيت تحت سلطة بريطانيا. وقال ايمون اوكويف نائب رئيس الحزب الجمهوري (فيانا فيل) وحفيد ايمون دي فاليرا الذي شارك في تمرد 1916 ان التمرد «منح الناس شجاعة الايمان بأننا نستطيع الحصول على استقلال كامل». وتثير احتفالات هذا العام جدلاً في الجزيرة التي لم يطو النسيان فيها بعد العنف السياسي، جدلاً خصوصاً حول طريقة الاحتفال بذكرى هذه الانتفاضة. وقد خصصت مراسم لتكريم ذكرى الجنود البريطانيين الى جانب المدنيين والمتمردين الذين قتلوا في هذه الايام الستة، اذ تصر الحكومة على ضرورة ان تشمل الاحتفالات «الجميع». لكن البعض يرى ان هذه الرغبة في المصالحة تذهب أبعد من اللازم. وقال جيمس كونولي هيرون: «نلتقي لنحيي ذكرى كل الذين ماتوا بينما علينا ان نكرم ذكرى الذين قتلوا من أجل حرية إرلندا».