تمنت المذيعة في الإذاعة الأوروبية سهى ريري أن يبلغ المنتخب السعودي نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وأن يكون ظهوره في المحفل العالمي مغايراً عمّا ظهر به في المرات الأربع الماضية، واعترفت بشغفها بنادي الاتحاد، خصوصاً عندما يسجّل لاعبوه الأهداف في مرمى ندّهم التقليدي الأهلي. وترى في والدها المخرج المعروف طارق ريري نموذجاً لها في الحياة،وقالت في حوارها مع «الحياة» انها من مؤيدي الرياضة لكنها لا تمارسها لكسلها، كما أبدت ندمها على عدم إدخال ابنها إلى عالم الاحتراف الذي رأت أنه مصدر رزق للبعض على رغم عدم امتلاكه للشهادات العليا... فإلى التفاصيل: ما مدى متابعتك للرياضة؟ - طبيعة عملي كمذيعة ووجودي الدائم في مبنى الإذاعة لا يمكّنني من متابعة الرياضة بشكل مستمر، إلا أنني أجد نفسي متابعة إلى حد ما لبعض المباريات التي يكون فريق الاتحاد طرفاً فيها. معنى هذا أنك تشجعين فريق الاتحاد؟ - بكل تأكيد، أنا مشجعة ومتعصبة لفريق الاتحاد، ويروقني كثيراً، بل يطربني عندما يسجّل الأهداف في مرمى الأهلي، ولا تأتي مباراة بين الغريمين إلا وتجدني على أهبة الاستعداد لمشاهدتها، وكلي ثقة بفوز «النمور» فيها. من هو اللاعب الذي يستهويك لمتابعته؟ - جميع لاعبي الاتحاد نجوم، لكن في الفترة الأخيرة برز نايف هزازي الذي أعدّه لاعب المستقبل في الاتحاد وفي الكرة السعودية، وما أتمناه هو أن يحافظ على نفسه، وأن يبتعد عن الغرور الذي يدمّر اللاعب، وفي السابق كنت أطرب لأهداف حمزة إدريس بخاصة أنه يملك حساً تهديفياً عال، كما لا ننسى اللاعب الفذ محمد نور الذي يعتبر في نظري من رموز الكرة السعودية على مدى التاريخ. الاتحاد والهلال هما الأقوى خلال المواسم الثلاثة الأخيرة ما السبب في رأيك؟ - قوتهما ليست على المستوى المحلي فقط، بل إنهما الأقوى على المستوى العربي، ففي الرياض تجد الهلال هو الأميز على رغم إنني أحب النصر، لأن فيه شيء من «صفار» الاتحاد، وتجد في جدة الاتحاد الذي يملك كبار الشخصيات الداعمة، ونحن في زمن أصبحت الرياضة فيه تعتمد بدرجة كبيرة على المال، والاتحاد والهلال خير من يدفع، وهذا هو سر تحقيقهم للبطولات المحلية وأيضاً الوصول منها للعالمية كما فعل الاتحاد. ولكن النصر وصل إلى العالمية قبل الاتحاد وكان هو الأبرز في الوطن العربي؟ - أنت تقول كان الأبرز، نعم كان الأبرز عندما كان يملك لاعبين مميزين أمثال اللاعب الذي لم تنجب الكرة السعودية شبيهاً له ماجد عبد الله ويوسف خميس ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي، لكن ماذا يملك النصر الآن؟ فأنا لا أرى لاعباً يستحق المتابعة!، كما أن رحيل رمز النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود كان له تأثير في مسيرة هذا الفريق، فقد كان المفكر الأول له وكانت الكرة في عهده جميلة بتصريحاته وقمعية لبعض المتعصبين من الفرق الأخرى. متى يصبح اللاعب نجم في نظرك؟ - النجم لدي من يسجّل الأهداف، ولكن من يساعد على تسجيل الأهداف هذا هو نجمي المفضل، وأعتقد أن لاعب الاتحاد محمد نور خير دليل، فهو نجم بتجهيزه الكرات لزملائه من دون أنانية، كما أن للنجومية عوامل تساعد في الوصل باللاعب إلى هذا المسمى، فخلقه الطيب داخل الملعب وخارجه وتعامله مع زملائه وابتعاده عن الغرور من علامات النجم المميز عندي. كرة القدم أصبحت مصدر رزق في هذا الزمن. ما رأيك في هذا الكلام؟ - نعم أصبحت مصدر رزق، ولو علمت ذلك باكراً لسجلت ابني في أحد الأندية، لأنها مصدر رزق في يوم وليلة، فهناك لاعبون لا يجيدون حتى الكتابة وتجدهم يملكون الملايين من هذه الكرة، واللاعب في السعودية وصل إلى ما وصل إليه اللاعب الأوروبي من مال وشهرة، لأن الشعب السعودي يحب هذه الرياضة كثيراً ويتابعها بشغف. المنتخب السعودي يشارك في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010. كيف ترين حظوظه في التأهل؟ - عودنا نجومنا على الحضور في نهائيات كأس العالم، ولا أتوقع أن أشاهد منتخبات كأس العالم من دون المنتخب السعودي، على رغم أن هذا يحتاج إلى الكثير من العمل والجهد من الجميع، لكن الدور البارز الذي يقوم به أمير الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير فيصل بن فهد من حرص ومتابعة وتوفير ما يحتاج إليه «الأخضر» للبروز والوصول إلى أغلى بطولة على المستوى العالمي كفيل بأن نرى نجوم السعودية يبدعون في كأس العالم، والأهم ألّا يكون التأهل للمشاركة فقط، لأننا وصلنا إلى أربع بطولات ونطمح في أن تكون الخامسة الأميز. هل تمارسين الرياضة ؟ - أنا أواظب على «الدايت» في الأكل والشرب وأمارس رياضة المشي عندما أذهب إلى الأسواق في شكل كبير، أما أن يكون القصد لعب رياضة، فانني إذا مارستها لن استمر عليها، وربما تسبب لي متاعب إذا توقفت عنها، فممارسة الرياضة تتطلب المواظبة من دون انقطاع، وأنا إنسانة كسولة ولا أحب أن أتعب نفسي، لكنني محافظة جداً على جسمي وقوامي وهذا هو الأهم. لكن الرياضة علاج للبدن ويحتاج إليها كل شخص سواء رجل أم امرأة؟ - نعم يحتاج إليها كل إنسان، لكن التوازن في الأكل والشرب مع تحديد نوعية الغذاء وعدم الإسراف في الحلويات والمأكولات التي تسبب السمنة، إضافة إلى التحرك الجيد، وبذلك تكون قد عملت رياضة وأنت لا تعلم بشكل جيد. كيف تؤيدين ممارسة المرأة للرياضة؟ - أنا من المشجّعات لهذه الممارسة نظراً إلى الفوائد التي سنجنيها من جيل سيكون متناسق الجسم بعيداً عن الشحوم المتراكمة لبعض النساء في وقتنا الحاضر، وليس عيباً أن تلعب المرأة كرة القدم والسلة والطائرة ومختلف الألعاب في صالات مغلقة وبحضور حكام من ذات الفئة، لأن ديننا وشريعتنا تتطلب المحافظة على ما لا يخدش الرأي العام، كما أتمنى أن يعمم ذلك في مدارس البنات لكي يصبح هناك حصص أسبوعية، مع توافر ملاعب ومدربات للألعاب الرياضية، مع عمل بطولات بين المدارس نفسها. ماذا يعني لك اسم والدك المخرج طارق ريري؟ - والدي معلمي في الحياة، أخذت منه حبه لعمله ولإتقانه في ما يوكل إليه، فهو المخرج المبدع الذي عُرف عنه الإبداع في زمن لم يكن فيه سوى كاميرتين للتصوير، بعكس الوقت الحالي، وكان يبدع في كل مباراة يقوم بإخراجها، ولا أخفيك سراً انه لم يكن يفوتني أية مباراة يقوم والدي بإخراجها في ذلك الوقت بل أتابعها بشغف وحرص. لو عرض عليك أن تكوني مذيعة في البرامج الرياضية، هل ستوافقين على ذلك؟ - بكل صراحة لا أنفع لتقديم البرامج الرياضية أبداً، ولا أجد نفسي في ذلك على رغم خبرتي في مجال التقديم والإذاعة على وجه الخصوص، لكنني متعصبة للاتحاد والبرازيلي، وسيكون هناك مواقف محرجة لي معهما، وليس كل من عمل في مجال التقديم الإذاعي يكون ناجحاً في جميع المجالات، لكن مع الأسف ما أراه في الوقت الحاضر من بعض الإخوان والأخوات في تقديم البرامج الرياضية شيء مخجل لدرجة أن بعضهم لا يعرف اسم بعض الأندية الأوروبية. في ختام هذا الحوار ماذا تودين قوله؟ - أتمنى أن أرى الرياضة السعودية في المحافل العالمية كافة، وأتمنى أن يوفق الاتحاد والهلال والشباب والاتفاق في تمثيلهم للكرة السعودية في آسيا هذا الموسم، وأن يصل إلى الأدوار النهائية لنرى أحدهم في كأس العالم للأندية، وأخيراً كل الشكر لصحيفة «الحياة» على هذا الحوار الذي أتمنى من خلاله ألّا أكون أغضبت أحداً، وكل ما في الأمر أنني أتكلم بصدق ووضوح. سهى ريري.