أقرّ وزراء دفاع دول تجمّع «الساحل والصحراء» في ختام اجتماعاتهم في منتجع شرم الشيخ السياحي في مصر أمس، إنشاء مركز مقره مصر لمكافحة الإرهاب في دول التجمّع. وكانت اجتماعات وزراء دفاع التجمع التي عقدت بمشاركة 27 دولة عربية وأفريقية و5 دول أوروبية، بعضها حضر بصفة مراقب، اختتمت أمس بإصدار «إعلان شرم الشيخ» الذي وضع إطاراً للتعاون من أجل «مكافحة الإرهاب»، على أن ترفع تلك التوصيات الى قادة الدول الأعضاء لمناقشتها في اجتماع يُنتظر عقده في المغرب العام الحالي. وقال «إعلان شرم الشيخ» إن وزراء الدفاع أوصوا بتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب من خلال تنشيط الآليات القائمة لتعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني، خصوصاً في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية، داعياً إلى «حظر جميع أشكال التدخل السياسي في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها وسلامة أراضيها». وأوصى بتعزيز أمن الحدود بين الدول الأعضاء وتسيير دوريات مشتركة في المناطق الحدودية بين الدول التي تشهد اضطرابات، بما يساهم في التصدي بحزم لتهديد الإرهاب والجريمة العابرة للحدود. وأضاف أنه تم الاتفاق على تجفيف المنابع الرئيسة لتمويل المنظمات الإرهابية من خلال إنشاء آليات للتعاون والتنسيق من أجل مكافحة الجرائم العابرة للحدود. وقال وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي، في كلمته في الجلسة الختامية للمؤتمر أمس: «نأمل ونتطلع لأن يكون الإعلان الختامي للمؤتمر نقطة التحول والانطلاق في مستقبل العمل المشترك للتجمع بآلياته الجديدة، وبما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار الذي هو المدخل الحقيقي والطبيعي لتحقيق الهدف الاستراتيجي الأسمى لدولنا وشعوبنا، وهو التنمية والرفاهية والازدهار الذي يتطلع إليه الجميع». وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اجتمع مساء أول من أمس في شرم الشيخ، مع رؤساء وفود الدول المشاركة في المؤتمر في حضور صبحي. وصرّح الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، بأن السيسي رحب في بداية اللقاء بوزراء الدفاع ورؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر، مؤكداً الأهمية الخاصة التي يكتسبها مؤتمر وزراء دفاع دول الساحل والصحراء في ضوء التطورات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، خصوصاً في أعقاب العمليات الإرهابية التي شهدها العديد من الدول، والتي باتت تهدد أمن دول العالم. وأضاف أن السيسي أعرب عن خالص تعازيه مجدداً في ضحايا التفجيرات الأخيرة في بروكسيل، ودعا الحضور إلى الوقوف دقيقة حداداً على أرواح الضحايا، موضحاً أن هذه الحوادث تؤكد أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي واتحاده في مواجهة الإرهاب والتصدي له من خلال تبنّي مقاربة شاملة ورؤية مشتركة للقضاء على التنظيمات الإرهابية للحيلولة دون منحها الفرصة للتمدد ونشر أفكارها. وتابع أن الرئيس المصري أشار إلى ما يساهم به تجمّع الساحل والصحراء في جهود حفظ السلم والأمن بالقارة الأفريقية، معرباً عن أهمية العمل على التوصّل الى حلول سياسية للنزاعات القائمة بالقارة الأفريقية، بما يفسح المجال لتحقيق التنمية ويلبي طموحات الشعوب الأفريقية. وأعلن تقديم وزارة الدفاع المصرية ألف منحة دراسية للدول الأفريقية الشقيقة في الكليات والمعاهد العسكرية المصرية. وقال الناطق الرئاسي إن وزراء الدفاع المشاركين في المؤتمر ورؤساء الوفود عبروا خلال اللقاء، عن تقديرهم لاستضافة مصر هذا المؤتمر، مشيدين بدور مصر على الساحتين الأفريقية والدولية، خصوصاً في ضوء عضويتها في مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الأفريقي، بما يعكس ثقلها واستعادتها دورها الريادي كإحدى أهم دعائم الأمن والاستقرار في أفريقيا والشرق الأوسط، كما أكدوا حرص دولهم على تعزيز التعاون الإقليمي في إطار هذا التجمع وتفعيل إطاره المؤسسي بما يُمكن الدول الأعضاء من مواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمها خطر الإرهاب والتطرف الذي يعد تهديداً عابراً للحدود يؤثر في أمن القارة الأفريقية واستقرارها، بل والعالم بأكمله. في غضون ذلك، قال الناطق باسم الجيش العقيد محمد سمير، إن معلومات أفادت بتجمع عدد من العناصر الإرهابية جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد شمال سيناء، مشيراً الى أن عناصر مقاومة الإرهاب استهدفت البؤر الإرهابية «للقصاص لدماء الشهداء من القوات المسلحة والشرطة المدنية والمواطنين الأبرياء»، وتم تدمير أماكن تجمع الإرهابيين والقضاء عليهم. واعلن الجيش قتل 60 مسلحاً واصابة 40 آخرين في المواجهات التي استخدمت فيها الضربات الجوية مشيراً الى تدمير 32 ملجأ ومخزناً للاسلحة.