عقدت أمس قمة ثلاثية جمعت الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هيلا مريام ديسالين، على هامش منتدى اقتصادي إفريقي انطلق أمس في منتجع شرم الشيخ السياحي (جنوبسيناء)، ركزت على بحث حل أزمة سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا، بالإضافة إلى تعزيز التعاون البيني. ويتوقع أن توقع الدول الثلاث قبل نهاية الشهر الجاري، في إثيوبيا، عقوداً مع مكتبين استشاريين فرنسيين أوكل إليهما وضع الدراسات الفنية والبيئية لتأثيرات السد في دولتي المصب. وكان ديسالين استبق التئام القمة بالتأكيد أن بلاده «ملتزمة بتحقيق التنمية المستدامة والاستفادة من مياه نهر النيل لمصلحة الجميع»، معتبراً أن توقيع اتفاق المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان «يؤكد التعاون للاستفادة الجماعية بمياه النهر». ووقع رؤساء مصر وإثيوبيا والسودان في آذار (مارس) الماضي وثيقة «إعلان المبادئ»، تتضمن المبادئ التي تحكم التعاون بين الدول الثلاث للاستفادة من مياه النيل الشرقي وسد النهضة. ورأى ديسالين، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الاستثمار الأفريقي، أن استخدام المياه وفقاً للاستخدام المنصف والعادل يتبنى عودة الفائدة إلى إثيوبيا وجميع الدول والتي تتحقق من خلال التنمية المستدامة للأجيال المقبلة. ووجه رئيس وزراء إثيوبيا الشكر لمصر على دورها في أفريقيا، قائلاً: «يجب أن تستمر مصر في التزامها تجاه الأفارقة كما فعلت في الماضي وأن هذا المؤتمر سيتوصل إلى معلومات محددة ومجسدة في شأن فرص الاستثمارات في أفريقيا». وقال إن هناك بلداناً وقارات ليس بوسعها تحقيق التنمية بمعزل عن الآخرين، مضيفاً «علينا سوياً تحمل المسؤولية... يجب توفير البيئة الاقتصادية والاجتماعية المناسبة لتحقيق التنمية... والمنتدى سيساهم في الاستفادة من الفرص المتاحة بالقارة الأفريقية». وتابع: «ندرك مسؤوليتنا أننا الدولة الثانية أفريقياً من حيث تعداد السكان وتعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي، ونحن الآن بصدد إقامة طرق مع السودان وجنوب السودان وكينيا. ونعتز بدورنا في التكامل. وهذه التنمية تشجع على الاستثمارات الأجنبية المباشرة». والتقى السيسي أمس، على هامش أعمال المنتدى، رئيس نيجيريا محمد بخاري، حيث تم بحث «التحديات الإقليمية الراهنة في أفريقيا، وتداعيات الأوضاع في ليبيا على منطقتي الساحل والصحراء لا سيما في ما يتعلق بانتشار وتمدد الجماعات الإرهابية في المنطقة»، وأشار بيان رئاسي إلى أن الرئيسين اتفقا على أن «الظروف الدقيقة التي تمر بها القارة تتطلب تضافر الجهود واستمرار التشاور والتنسيق حول سبل التصدي للعناصر الإرهابية ووقف إمدادها بالسلاح والأموال، فضلاً عن مواجهة الفكر المتطرف، حيث تم التأكيد في هذا الشأن على الدور المحوري الذي يلعبه الأزهر الشريف كمنارة للفكر الإسلامي المعتدل ونشر المبادئ الصحيحة للدين وإزالة ما علق بها من مفاهيم مغلوطة». وأشاد السيسي خلال اللقاء ب «العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع بين البلدين»، منوهاً بأهمية العمل على الارتقاء بآفاق التعاون في مختلف المجالات وتنشيط التبادل التجاري بما يتناسب مع ما يمتلكه البلدان من مقومات تساعد على تحقيق المصلحة المشتركة. كما التقى الرئيس المصري في شرم الشيخ رئيس غينيا الاستوائية أوبيانج نجويما، وبحث معه تعزيز التعاون في ملفي الاقتصاد والأمن.