شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية تصويب الخطاب الديني ونشر القيم السمحة للإسلام الحنيف بوسطيته واعتداله، وتعاليمه التي تحض على الرحمة والتسامح وتحض على التعارف وقبول الآخر، موضحاً أن تصويب الخطاب الديني ليس فقط لمكافحة الإرهاب، ولكن أيضاً لتنقية الإسلام من أية أفكار مغلوطة تُنسب إليه، مشيداً بدور الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء المتخصصين ومساهمتهم القيمة في عملية تصويب الخطاب الديني، التي تعد عملية مستمرة تتعين مواصلتها بدأب وبوتيرة أسرع تتواكب مع التغيرات المتلاحقة في عالم اليوم. وجاءت تصريحات السيسي خلال استقباله حاكم الشارقة، عضو المجلس الأعلى في الإمارات سلطان القاسمي، في قصر الاتحادية الرئاسي أول من أمس، حيث قدم له قلادة الجمهورية التي كان قد تم منحها له تقديراً لمواقفه الداعمة لقطاع الثقافة في مصر وحرصه على إنشاء دار جديدة للوثائق القومية في منطقة الفسطاط. ونقل بيان رئاسي مصري إشادة القاسمي، ب «دور مصر الرائد في الدفاع عن القضايا العربية»، فيما أشاد السيسي بالمواقف الأخوية للإمارات المساندة لمصر وللإرادة الحرة لشعبها، ومؤكداً أن الشعب المصري لن ينسى المواقف المشرفة للإمارات والداعمة للاقتصاد المصري عبر المساهمة الفاعلة في عملية التنمية الشاملة، موجهاً الشكر لحاكم الشارقة على مبادرته بإنشاء دار جديدة للوثائق القومية والتي تم افتتاحها أول من أمس. وذكر البيان الرئاسي أنه تم خلال اللقاء استعراض مختلف جوانب وسبل إثراء التعاون الثقافي بين مصر والإمارات، لا سيما في ما يتعلق باستغلال وتطوير قصور الثقافة، واستخدامها لتوجيه طاقات الشباب واستكشاف ورعاية الموهوبين منهم ليبدعوا في مختلف مجالات الأدب والفكر، وليساهموا بأقلامهم في صياغة الواقع الثقافي العربي، كما تم خلال اللقاء التأكيد على أهمية اللامركزية والعمل على نشر الثقافة والتنوير في مختلف المحافظات المصرية، ولا سيما في المناطق النائية والأولى بالرعاية، والسعي نحو نشر الثقافة الرقمية، وإعادة طبع ونشر المؤلفات الثقافية التراثية. على صعيد آخر، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس مع الرئيس الجيبوتي عمر جيلة قضية أمن البحر الأحمر وتأمين حرية الملاحة الدولية في منطقة باب المندب والبحر الأحمر مع قرب افتتاح مشروع توسعة قناة السويس. وكان شكري بدأ أمس جولة أفريقية تقوده إلى أوغندا بعد جيبوتي، للبحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك، في إطار التوجه الاستراتيجي المصري بالقارة الأفريقية وتكثيف الوجود المصري في الدول الأفريقية. وطالب شكري، خلال زيارته لجيبوتي أمس، بتطوير العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية والأمنية، داعياً الرئيس الجيبوتي إلى المشاركة في قمة التجمعات الاقتصادية الثلاث التي تنعقد في 10 الشهر المقبل في منتجع شرم الشيخ. وقالت وزارة الخارجية، في بيان إن «شكري أكد خلال اللقاء تفعيل دور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في جيبوتي، لتنفيذ مشاريع تنموية وبرامج بناء القدرات والتدريب والدعم الفني في مختلف القطاعات». وأضافت أن «اللقاء تناول تطورات الأوضاع في اليمن في ظل عمليتي عاصفة الحزم واستعادة الأمل والتطلع إلى بدء سريان الهدنة الإنسانية والتزام الأطراف المعنية بها، إضافة إلى تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في منطقة القرن الأفريقي وتنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف والقرصنة». ووفقا لبيان لوزارة الخارجية فإن الجولة الأفريقية لشكري «تأتي في إطار التوجه الاستراتيجي المصري بالقارة الأفريقية وتكثيف الوجود المادي المصري في الدول الأفريقية الشقيقة، والبحث في سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر والبلدين الشقيقين، فضلاً عن تناول مجموعة من القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك». وذكر الناطق باسم الخارجية بدر عبد العاطي أن زيارة شكري إلى جيبوتي ستبحث في سبل مواجهة التطرف والإرهاب، فضلاً عن التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في القارة الأفريقية، خصوصاً في منطقة القرن الأفريقي بما في ذلك ما يرتبط بأمن البحر الأحمر وحرية الملاحة في منطقة باب المندب ومجمل الأوضاع في اليمن، وكيفية تكثيف التعاون المشترك في مواجهة التحديات القائمة. وعن زيارة أوغندا، قال عبد العاطي إنه من المقرر أن يتناول شكري العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في جميع المجالات خصوصاً مع التزايد الملحوظ لنشاط الشركات المصرية العاملة في أوغندا، التي تقوم بتنفيذ عددٍ من المشاريع الكبرى في قطاع السكك الحديدية والنقل. وتابع أن شكري سيبحث مع المسؤولين الأوغنديين مجمل الأوضاع في القارة الأفريقية والتطورات في منطقة القرن الأفريقي وفي منطقة حوض النيل وسبل تطوير التعاون في ما بينهما، فضلاً عن الجهود المشتركة لمواجهة الإرهاب في منطقة شرق أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.