أدت عقبات جديدة الى إرجاء وصول «أسطول الحرية» الى قطاع غزة يوماً إضافياً، ليصبح الموعد الجديد لوصوله صباح غدٍ الاثنين، في وقت كررت إسرائيل تهديدها باعتراض السفن ومنعها من الاقتراب من سواحل القطاع، وزوّدت سفنها الحربية التي ستعترض الأسطول، بالصواريخ. في المقابل، افتتح رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية مرفأ غزة بعد تجهيزه لاستقبال السفن السبع، معلناً ان غزة انتصرت بوصول القافلة ام عدمه، ومتوقعاً كسر الحصار في «الربع ساعة الأخيرة». وكان انطلاق السفن الراسية في المياه الدولية قبالة قبرص، أُرجئ امس يوماً إضافياً خاض خلاله منظمو الرحلة مفاوضات مع السلطات القبرصية في محاولة لإقناعها بالسماح لبرلمانيين أوروبيين بالصعود الى مراكب قبرصية للإنضمام الى الأسطول. واتهم الناشط توماس سومر اودفيل قبرص بأنها «نصبت فخاً» للمتضامنين عندما تراجعت عن اتفاق أبرمته مع حركة «غزة الحرة» بالسماح للبرلمانيين بالالتحاق بالسفن من قبرص. في هذا الصدد، أكد الناطق باسم الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة رامي عبده ل «الحياة» عبر الهاتف من لندن أمس أن النواب والسياسيين ال 14 الذين منعتهم سلطات قبرص من الوصول الى السفن، سيلتحقون بها عند نقطة ما في البحر المتوسط تقع بين الجزيرة وشواطىء غزة، مؤكداً أن سفن الأسطول ستصل صباح غد الى شواطئ غزة. وكان منظمو الأسطول اعلنوا اول من امس تأجيل إبحار الأسطول الى يوم أمس بسبب التهديدات الإسرائيلية باحتجاز سفينة تركية، إضافة الى مشاكل فنية أصابت سفينتيْن لن تبحرا مع المجموعة. من جانبها، حذرت اسرائيل من ان بحريتها ستمنع السفن من الاقتراب من ساحل غزة، وقال ناطق باسم وزارة الخارجية: «سنحاول منعها من الاقتراب سلماً، لكن اذا حاولت المرور بالقوة، سنمنعها من التقدم»، في إشارة الى تهديد سابق باحتجاز السفن وسحبها الى مرفأ أشدود جنوب تل ابيب، ثم توقيف المتضامنين على متنها وترحيلهم الى بلادهم. واعتبر الأسطول «عملاً استفزازياً يرمي الى حصول مواجهة مع الجيش الاسرائيلي لأغراض دعائية». وافادت وسائل إعلام عبرية ان اسرائيل زودت سفنها التي ستعترض الاسطول، بالصواريخ. في المقابل، تتواصل في غزة الاستعدادات لاستقبال الأسطول، إذ جال هنية برفقة عدد من الوزراء والنواب وقادة «حماس» على رصيف ميناء غزة وفي القوارب للاطلاع على الاستعدادات الأمنية، وقال إن «أسطول الحرية يحمل رسالة قوية مفادها أن هذا الحصار الذي فرض على غزة بقرار كوني سيكسر بقرار كوني»، متوقعاً كسره «وهو في الربع ساعة الأخيرة». واعتبر أنه «في حال وصول القافلة (السفن) الى غزة، فإن ذلك نصر لها وللشعب الفلسطيني، وإن لم تصل وتعرضت لقرصنة من الاحتلال، فهو أيضاً نصر لغزة وللقافلة لأنها فضيحة سياسية وإعلامية دولية، وستحرك مجدداً قوافل اخرى لكسر الحصار». وأشاد ب «دولة الخلافة تركيا» التي رأى أنها «تقود تحوّلات إستراتيجية في المنطقة قائمة على الإنفصال عن التحالف مع المشروع الإسرائيلي». كما غمز من قناة مصر، وقال إن «الذين يطرحون المخارج لتنفيس الضغط على العدو الصهيوني لا يخدمون غزة»، منتقداً بذلك عرضها استضافة سفن الأسطول في ميناء العريش المصري في صحراء سيناء.