بهدف انتشالها الأحياء المكية، والعمل على إعادة صياغتها وتأهيلها تربوياً واجتماعياً، والقضاء على سلبياتها، كشفت جمعية مراكز الأحياء في مكةالمكرمة إطلاقها برامج جديدة داخل أحياء المدينة المقدسة، بالتعاون مع شرطة العاصمة المقدسة، مشيرةً في الوقت ذاته إلى إنهائها أخيراً خططها الإستراتيجية للخمسة أعوام المقبلة. وأكد الأمين العام لجمعية مراكز الأحياء في مكةالمكرمة الدكتور حسين زمزمي أن الجمعية بدأت فعلياً في تطبيق عدد من البرامج الفاعلة كبرنامجي «الحي المعظم» و«أصدقاء النظام» للعمل على تخفيف معدلات الجريمة في العاصمة المقدسة، إضافةً إلى الإسهام في خفض ارتفاع النسب في معدلات الجرائم الأخلاقية. لافتاً إلى أن هذه البرامج مشتقة أصلاً من البرنامجين الشهيرين «تعظيم البلد الحرام»، و«مكة بلا جريمة» اللذين أطلقتهما الجمعية قبل خمسة أعوام من الآن. وأشار إلى أن برنامج «الحي المعظم» بدأ إطلاقه فعلياً وتحديداً في أحد أحياء مكة العتيقة، حي «العتيبية» الشهير، لافتاً إلى أن هذا البرنامج مشتق أصلاً من مشروع تعظيم «البلد الحرام» الذي بدأ منذ خمسة أعوام، ونجح نجاحاً منقطع النظير في معظم تطبيقاته التي واكبت مختلف الأحياء داخل مكةالمكرمة وبعض القرى المجاورة لها. وفي هذا الخصوص، أشار إلى أن المنظمين لبرنامج «الحي المعظم» يهدفون إلى القضاء على السلبيات داخل أحياء مكة بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية، إضافةً إلى تنفيذ برامج مركزة تُعنى بالرقي في الجوانب التربوية لسكان الحي، ورفع القيم الأخلاقية لديهم من طريق التعاملات الرسمية والمباشرة فيما بينهم، والعمل على خلق أجواء تعاونية تعمل على تطوير السلوكيات داخل الحي وترتقي به إلى مرحلة الحي المثالي والمنتج. ولفت زمزمي إلى أن المرحلة الأولى من تطبيق البرنامج ستكون مرحلة تقويم لها، لمعرفة نتائجها الأولية، فإذا ما أثمرت النتائج وأثبتت التجربة جدواها، فإننا سنبدأ بتجربتها على أحياء جديدة حتى تعم الفائدة مختلف أرجاء الأحياء المكية، مشدداً على أهمية التعاون والمساعدة من سكان الأحياء والجهات الحكومية ذات العلاقة. وكشف الأمين العام للجمعية عن برنامج جديد تعتزم الجمعية تنفيذه خلال الفترة المقبلة يدخل ضمن نطاق برنامجها الشهير «مكة بلا جريمة»، وأطلقت عليه اسم «أصدقاء النظام»، يهدف إلى إيجاد فرق تطوعية تسعى إلى القضاء على ارتفاع معدلات الجريمة، والجرائم الأخلاقية التي تنخر في جسد الحي المكي، مؤكداً أن التنسيق مستمر هذه الأيام مع شرطة العاصمة المقدسة للبدء في إطلاقه. وتطرق زمزمي إلى الإستراتيجية التي انضوت تحت لوائها الجمعية خلال السنوات الخمس المقبلة، مؤكداً أنها رسمت لنفسها خطاً واضحاً ومنهجيةً جديدة، وقال: «اتفقنا على خمس إستراتيجيات ذات منهج سلس وواضح، نسعى من خلالها إلى تحقيق الأهداف كافة سواء للجمعية أو للمواطن وقاطن الحي». وأضاف: «ركزت الإستراتيجية على أهمية تأهيل قيادات متخصصة في العمل الاجتماعي الذي يضفي نوعاً من العمل المنظم على تطوير الأحياء، إضافةً إلى نشر ثقافة استيعاب التواصل والاجتماع عند الناس، خصوصاً في الحي الواحد»، لافتاً إلى أن من أهم الأولويات التي تضعها الجمعية في إستراتيجيتها الجديدة إيجاد مساكن أحياء نموذجية. وزاد: «عملنا على مدى ثمانية أشهر للخروج بهذه الإستراتيجية وسط مشاركة أكثر من 500 أكاديمي وأكاديمية سعوديين، وأكملنا الخطط والبرامج كافة التي تعمل على تنفيذ هذه الإستراتيجية وفق ما هو مخطط له»، منوهاً إلى أن جمعيته تسعى خلال الفترة المقبلة إلى تحقيق استقرار مادي لها ولنشاطاتها المختلفة التي تقدمها بشكل متواصل.