تضع روسيا اللمسات الأخيرة على البيان الرئاسي الذي سيصدر يوم الاثنين عن الجلسة الوزارية لمجلس الأمن للتأكيد على مركزية حل الدولتين للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي والتزام مجلس الأمن، بالاجماع، بتنفيذه. وأبلغت الولاياتالمتحدة إلى روسيا، بصفتها رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري وصاحبة مبادرة الجلسة الوزارية، أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لن تشارك في الجلسة لكن السفيرة لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، ستمثل الولاياتالمتحدة على المستوى الوزاري نظراً لأنها برتبة وزيرة. وسيرأس الجلسة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ويشارك فيها وزراء خارجية بريطانيا وكورستاريكا وربما أيضاً وزير خارجية فرنسا وغيرهم من الوزراء. وستنحصر الجلسة بأعضاء مجلس الأمن دون غيرهم، وهذا بقرار من روسيا لأنها أرادت عدم فتح الباب أمام خطابات «تخرّب» على الهدف الرئيسي من الجلسة وهو حشد الاجماع الدولي وراء حل الدولتين. وتنتظر المجموعة العربية لدى الأممالمتحدة والتي تضم السفراء العرب رد الوفد الروسي على تعديلات تقدمت بها على مشروع البيان الرئاسي ومنها ما يشدد على ضرورة وقف الاستيطان وتفكيك البؤر الاستيطانية. لكن المصادر أفادت أن هناك إصراراً داخل المجلس على أن يرافق تلك الاشارة فقرة تطالب السلطة الفلسطينية بمكافحة الإرهاب وتطالب الدول ببذل كل جهد لوقف تمويل الارهاب. وتقول المصادر إن هناك توجهاً نحو ازالة الاشارة الى الأمرين - الاستيطان والإرهاب - وإن الوفد الروسي يؤكد أن مسألة الاستيطان واردة في مشروع البيان الرئاسي عبر التأكيد على قرارات المجلس وخريطة الطريق وكذلك على المبادرة العربية للسلام الواردة في البيان الرئاسي. وقالت القائمة بأعمال البعثة الفلسطينية الى الأممالمتحدة فدى عبدالهادي بعد اجتماع لوفد للسفراء العرب مع السفير الروسي فيتالي تشيركن، إن المجموعة العربية تمكنت من «تعزيز الاشارة إلى حل الدولتين» بحيث يدعو مجلس الأمن الى تكثيف جهود الأسرة الدولية لتحقيق السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط «بناء على رؤية قيام دولتين ديموقراطيتين - اسرائيل وفلسطين - تعيشان جنباً الى جنب في سلام وضمن حدود آمنة معترف بها». وقالت عبدالهادي إن المجموعة العربية طالبت ايضاً باشارة في البيان الى ضرورة «انهاء الاحتلال لكل الأراضي العربية التي احتلت عام 1967»، وطلبت ايضاً عدم حصر التحرك والجهود نحو الوفاق الفلسطيني - الفلسطيني على أساس «مبادئ اللجنة الرباعية» - كما هو الأمر الآن في النص - علماً بأن تلك المبادئ مرفوضة قطعاً من طرف «حماس». وتنعقد الجلسة الوزارية صباح يوم الاثنين ويشارك فيها الأمين العام بان كي مون. وأبلغ مندوب ليبيا العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن وزير الخارجية السابق السفير عبدالرحمن شلقم إلى أعضاء المجلس أن المجموعة العربية تضع لمساتها الأخيرة على مشروع قرار تود طرحه أمام مجلس الأمن بعد ظهر الاثنين - إذا أمكن - حول تقرير ايان مارتن الذي دان إسرائيل لتجاوزاتها ضد مواقع الأممالمتحدة في غزة. وكان الوفد الأميركي أعلن في الجلسة المغلقة أن لا حاجة لتحرك المجلس بعد صدور التقرير.