أحالت محكمة جنايات محافظة الإسكندرية الساحلية (شمال القاهرة) أمس أوراق متهمين من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بقتل صبية على مفتي الديار المصرية، تمهيداً لإعدامهم، وذلك غداة مقتل صحافية مصرية خلال اشتباكات جرت في حي عين شمس القاهري، وهو الحادث الذي أثار موجة من الغضب العارم وحمّلت السلطات مسؤوليته لأنصار «الإخوان المسلمين». وكانت محكمة جنايات الإسكندرية أمرت بإحالة أوراق اثنين من مؤيدي مرسي وهما: محمود حسن رمضان وعبد الله الأحمدي عبد الواحد، إلى المفتي تمهيداً لإصدار حكم بإعدامهما، بعد إدانتهما بالقتل في قضية إلقاء صبية من فوق سطح بناية خلال الاشتباكات التي جرت في الإسكندرية عقب عزل مرسي، قبل أن تؤجل المحكمة النطق بالحكم على المتهمين، إضافة إلى 61 متهماً آخرين في القضية نفسها إلى جلسة 19 أيار (مايو) المقبل. وشهدت المحكمة اليوم إجراءات أمنية مكثفة من عناصر قوات الشرطة والجيش، قبل النطق بالحكم، وتحولت منطقة المنشية، حيث مقر المحكمة، إلى ثكنة عسكرية ووضعت بوابات إلكترونية على مداخل المحكمة وطبقت إجراءات التفتيش الذاتية. وكانت اشتباكات جرت في منطقة عين شمس (شرق القاهرة)، بين الشرطة وأنصار جماعة «الإخوان المسلمين»، وأعلنت وزارة الصحة أن المواجهات أوقعت 5 قتلى بينهم الصحافية في جريدة «الدستور» المستقلة ميادة أشرف (21 عاماً)، والتي أثارت موجة من الغضب وفتحت ملف تأمين الصحافيين خلال ممارسة عملهم. واتهمت وزارة الداخلية المصرية «الإخوان المسلمين» بقتل الصحافية أشرف خلال اشتباكات شهدها حي «عين شمس». وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة اللواء هاني عبد اللطيف، إن «أشرف سبق أن احتجزت من قبل عناصر تنظيم الإخوان، والأمر موثق في العديد من القنوات الإعلامية، وتدخل الأمن من قبل للإفراج عنها»، وأضاف أن «آخر خبر كتبته ميادة أشرف في صحيفتها هو إطلاق نار عشوائي من قبل جماعة الإخوان على المتظاهرين». وأوضح المتحدث باسم مصلحة الطب الشرعي الدكتور هشام عبدالحميد، أن التشريح المبدئي لجثمان الصحافية ميادة أشرف أثبت أنها قتلت بطلق ناري في الرأس تسبب بكسور في عظام الجمجمة والوجه وتهتك بالمخ ونزيف دموي. وأثار الحادث ردود فعل غاضبة، إذ تعهد نقيب الصحافيين ضياء رشوان ب «استخدام النقابة كل ما لديها من قدرات ذات طابع قانوني وقضائي للضغط على جميع الأطراف للبدء بتحقيق عاجل في واقعة مقتل صحافية جريدة الدستور وتوفير حماية للصحافيين»، مشيراً إلى أن الصحافيين يدفعون ثمن العنف الموجود في الشارع. وقال: «جميع الشهداء والمصابين من الصحافيين لم يقتلوا في صحفهم بل في اشتباكات، فهناك استهداف متعمد لهم». وطالب رشوان وزير العدل بانتداب قاض للتحقيق في هذه الواقعة، وقال: «سنمنح الصحافية الشهيدة العضوية الشرفية في نقابة الصحافيين أسوة بثلاثة من شهداء الصحافيين لم يكونوا منتسبين للنقابة لأن صحفهم استغلتهم من دون أن تعينهم»، وشدد على أن النقابة لن تتسامح في دم صحافي أو إعلامي وستستخدم كل ما تملكه، مضيفاً أن «مهنة الصحافة أصبح لها ثمن هو القتل للأسف الشديد». ونعى المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي الصحافية ميادة أشرف، محمّلاً الدولة مسؤولية حماية أمن وسلامة الصحافيين أثناء ممارستهم عملهم. وقال صباحي، في تغريدة نشرت في حسابه الشخصي على موقع تويتر: «خالص العزاء لأسرة الزميلة الصحافية في جريدة الدستور ميادة أشرف. أمن وسلامة الصحافيين أثناء ممارستهم عملهم مسؤولية الدولة». في موازاة ذلك أجلت محكمة جنايات القاهرة إلى 6 الشهر المقبل محاكمة 17 من قيادات جماعة «الإخوان»، أبرزهم المرشد محمد بديع ونائباه خيرت الشاطر ورشاد البيومي، في قضية اتهامهم بالقتل العمد والتحريض عليه ضد المتظاهرين في الأحداث التي جرت أمام مقر مكتب إرشاد في ضاحية المقطم مساء 30 حزيران (يونيو) الماضي. وجاء قرار التأجيل لبدء الاستماع إلى أقوال شهود الإثبات في القضية، لمناقشتهم في أقوالهم بالقضية، وتشكيل لجنة فنية لفحص مقاطع الفيديو المصورة في القضية. وقامت المحكمة خلال الجلسة بمشاهدة 20 مقطعاً مصوراً لأحداث القضية، والتي تضمنتها أحراز القضية كأدلة إثبات للاتهامات ضد المتهمين، ومقاطع أخرى قدمتها هيئة الدفاع عن المتهمين. إلى ذلك، أجلت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة أمس السبت، إعادة محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال مبارك، ورجل الأعمال (الهارب) حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه، إلى جلسة اليوم (الأحد). وجاء قرار التأجيل لعدم حضور مبارك، نظراً لسوء الأحوال الجوية. وكان من المقرر أن تبدأ المحكمة أمس السبت الاستماع إلى مرافعات هيئة الدفاع عن المتهمين، ابتداء بمرافعة الدفاع عن حبيب العادلي. عقدت الجلسة في الواحدة إلا ربع ظهراً، حيث كانت المحكمة انتظرت حضور مبارك بالطائرة المروحية التي تقله، غير أنه لم يحضر، فاعتلت المحكمة المنصة وأثبتت حضور جميع المتهمين عدا المتهم الأول محمد حسني مبارك الذي لم يحضر. وسألت المحكمة اللواء يحيى عراقي المسؤول عن تأمين القاعة عن سبب عدم حضور مبارك، فأشار إلى أن سوء الأحوال الجوية منع حضور الطائرة التي تقله. على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم الجيش توقيف 3 من المشتبه فيهم وضبط كميات من المتفجرات وأسلحة نارية، خلال حملة أمنية على مدن شمال سيناء، وتدمير 6 أنفاق حدودية مع قطاع غزة، فيما نفى مصدر عسكري مسؤول ما نسب إلى ما يسمى ب «أنصار بيت المقدس» بشأن قيام القوات المسلحة ببناء سور عازل حول مدينة العريش بهدف عزلها عن بقية قرى المدينة ومدنها. وأكد المصدر ل «الحياة» أمس عدم صحة هذا الكلام، وشدد على أنه عار من الصحة تماماً. وأصدرت جماعة ما يسمى ب «أنصار بيت المقدس» بياناً أمس حذرت فيه من «بناء جدار عازل حول مدينة العريش لعزلها عن باقي القرى والمدن في المحافظة ووضع خطة لتكثيف الكمائن على عدد من البوابات حول هذا الجدار للتهجير الممنهج والحصار المستبد على أهلنا فيها». وقال المصدر إن القوات المسلحة قامت فقط ببناء سور حول مطار العريش ليكون حرماً للمطار وليس حول مدينة العريش، مشيراً إلى أن قرار بناء السور على نفقة الجيش جاء بتعليمات من القيادة العامة للقوات المسلحة عقب الاستهدافات المتكررة للمطار، على رغم أن المطار يعد مدنياً وليس عسكرياً.