علمت «الحياة» أن العاهل المغربي الملك محمد السادس سيزور محافظات الصحراء الغربية قريباً. ورجحت مصادر رسمية أن تسبق الزيارة احتفاله بعيد الجلوس في نهاية تموز (يوليو) المقبل، مشيرة إلى أنها ستأتي في سياق جولة تشمل مدن الجنوب التي توصف بأنها «بوابة الصحراء». غير أن زيارة العاهل المغربي إلى الصحراء الغربية ستكون الأولى من نوعها منذ طرح المغرب اقتراح الحكم الذاتي لحل أزمة الإقليم، فيما تنكب «اللجنة الاستشارية للنظام الجهوي» (اللامركزي) على البحث في الصيغة النهائية للمشروع الذي يُرجح أن يبدأ تنفيذه في المحافظات الصحراوية، ثم يشمل باقي الأقاليم بعد إقراره رسمياً. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية المغربي الطبيب الفاسي الفهري استعداد بلاده «لمواصلة التعاون» مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء كريستوفر روس «للتوصل الى حل سياسي للنزاع»، لكنه رهن ذلك ب «الواقعية» التي اختزلها في «مبادرة الحكم الذاتي» التي قال إنها «ما زالت مطروحة على طاولة المفاوضات». وأوضح في الرد على استفسارات أعضاء في مجلس النواب أمس إن قرار مجلس الأمن رقم 1920 «يشكل تطوراً ملموساً في التعاطي والنزاع، بكل جوانبه السياسية والقانونية والإنسانية»، مذكراً بأنه حضّ الأطراف على الدخول في مفاوضات «جوهرية» على أساس التحلي بالواقعية والوفاق. واعتبر أن القرار «يلغي نهائياً الخيارات المتباعدة في خطة الاستفتاء السابقة، خصوصاً خيار الاستقلال الذي كان مطروحاً في تلك الخطة»، وكذلك في المسودة الثانية للمبعوث الدولي السابق جيمس بيكر التي رفضها المغرب. وكشف أنه وجه رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة تعرض أوضاع اللاجئين الصحراويين في مخيمات تيندوف جنوب غرب الجزائر، وكذلك ما وصفه ب «تخلي السلطات الجزائرية عن تحمل مسؤولياتها وواجباتها القانونية والإنسانية» حيال اللاجئين. ورأى أن قرار مجلس الأمن يعزز موقف بلاده الذي يركز على رفض استمرار المأزق الراهن في التسوية. وقال إن «الوضع الراهن غير مقبول، وله انعكاسات سلبية، سواء على صعيد العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، أو على مستوى الاندماج المغاربي، في وقت تتفاقم الأخطار والتحديات الأمنية التي تقوض فرص التنمية المشتركة وتحبط آمال الشعوب المغاربية»، مؤكداً ضرورة إقرار التقدم في الجانب الإنساني من خلال تكثيف تبادل الزيارات بين الأهالي عبر رحلات برية وجوية ترعاها مفوضية اللاجئين. لكنه حضّ الجزائر على السماح للمفوضية بتسجيل وإحصاء السكان المقيمين في تيندوف المتحدرين من أصول صحراوية، مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة عرض إلى الدول المعنية بالقضية في تقريره الأخير للمرة الأولى، معتبراً أن تحقيق العودة الطوعية والسماح بعودة اللاجئين إلى أي مكان يختارونه يشكلان بداية الحل. في سياق متصل، أعلنت مصادر مغربية في الداخلةجنوب المحافظات الصحراوية عودة 49 من المنشقين الجدد عن جبهة «بوليساريو» نزحوا من مخيمات تيندوف، ليصل عدد العائدين خلال الشهرين الأخيرين إلى نحو 400 شخص في «نزيف داخلي» لم تشهده المخيمات من قبل. ولاحظت أن المنشقين عن «بوليساريو» أصبحوا يستقرون في المدن الصحراوية، مثل العيون والرافلة والسمارة، وليس في الرباط كما جرت العادة. وكشفت منظمة صحراوية غير حكومية أن أكثر من 5800 طفل يتحدرون من أصول صحراوية رحّلوا إلى كوبا من مخيمات تيندوف. وقالت «شبكة أطفال العيون» في نداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة إن «التهجير الجماعي اتخذ بذريعة متابعة دراستهم فيما الوقائع تؤكد أنهم يتلقون تدريبات عسكرية وايديولوجية ويتعرضون للاستغلال في الأعمال الشاقة»، واستنكرت ما وصفته ب «الزج بالأطفال في قضايا سياسية».