على طريقة نجوم البوب الأميركي، يتبع شبان سعوديون هذه الأيام موضة عصرية لقصات الشعر، إلا إنها بدأت تتسلل إلى رؤوس الأطفال، الذين لا تتجاوز أعمار بعضهم السبع سنوات. وهو ما دفع بجهات معنية إلى البدء في تنفيذ «عقوبات» على الشبان الذين يتبعون هذه الموضة، بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، التي دعت خطباء المساجد إلى التحذير من الملابس المخلة بالآداب. ويشير حلاق مغربي إلى الكلفة العالية لعمل تسريحات الشبان، إضافة إلى انتقال هذه الموضة إلى الأطفال، وليس المراهقين فقط. ويقول سمير: «الكلفة قد تصل إلى 150 ريالاً، بحسب التسريحة وشكل الغرة، وكيفية لف الشعر»، مضيفاً أن «بعض الصالونات بدأ يضع أسماء للتسريحات، على غرار المشاغل النسائية». ويستخدم سمير مستحضرات تجميل مثل «البريق» و «الألوان اللامعة» وغيرها من المستحضرات، «كي تستمر التسريحة ساعات»، ويقول إن «العمل في شعر الشاب أو الطفل، يستغرق وقتاً قد يتجاوز نصف ساعة، وبعضهم يطلب مساحيق ماكياج خفيفة. ونقوم بتلبية طلباتهم بحسب رغباتهم». بيد أنه يستغرب من أن «أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات، يأتون إلى الصالون ويطلبون بشغف موديلات بعينها، وهم على علم تام بأحدث خطوط عالم الموضة العصرية». بدوره، يقول الشيخ إبراهيم فلاتة (إمام مسجد): «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنفذ حملات لمنع تفشي هذه الموضات الغريبة على المجتمع»، موضحاً أنه أحد من تقدموا بشكوى إلى «الهيئة»، «بعد أن لاحظت أن الشبان يضعون عدسات لاصقة على أعينهم، تشبهاً بالنساء، إضافة إلى التشبه في قصات الشعر والملابس، وهذا الأمر يتطلب تدخل جهات عدة، بأن تكثف جهودها لمحاربة مظاهر الفتنة والفساد وتسيب الشباب». ويشير إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية دعت خطباء المساجد إلى أن «تتمحور خطب الجمعة حول نتائج انجرار الشباب وراء الموضات الغريبة، التي تسبب المفاسد وتؤدي إلى الهلاك. كما سنلجأ إلى عمل دروس وحلقات توعية في المراكز والمجمعات التجارية، وفي المساجد، لمواجهة تفشي المظاهر التي تسيء إلى الشباب، وتفقدهم هويتهم ورجولتهم، من خلال سيرهم وراء الموضة، التي تؤدي إلى التهلكة، وينساق خلفهم الأطفال والناشئة». ولا يقتصر الاستياء من التقليعات «الغريبة» على فئة المتدينين، إذ أبدى عدد من المتنزهين في كورنيش مدينة الدمام، استيائهم من تفشي موضات الشعر إلى الصغار في السن، موضحين أن ذلك «يهدد باغتيال براءتهم، وعدم الحفاظ على حقوقهم». وتشير الاختصاصية الاجتماعية نورة عبد الرحمن، إلى «علاقة تجمع بين الأطفال الذين يحاولون تقليد من هم أكبر منهم، وبين التسيب الأسري، وعدم وجود ضوابط اجتماعية». وتقول: «المسألة تتعلق في الأسرة والمجتمع، فكيف يمكن لطفل لا يتجاوز عمره ست سنوات، عمل شعره وفق تسريحة غريبة في صالون حلاقة؟»، مضيفة: «نحن في زمن أصبح فيه الرجل يتشبه بالمرأة، وهذا محرم شرعاً ومخالف للعرف الاجتماعي». وترى أن محاربة هذه المظاهر «واجب، لأنها تقي من شر الفساد والفتنة في المجتمع. ورجال الحسبة لهم الحق في منع ما يحدث من استهتار، وإيقاف الشبان ونصحهم بالابتعاد عن هذه المظاهر، وإن تكرر منهم ذلك، فيمكن معاقبتهم بتدرج».