كشف المدير العام لمجموعة إدارة القوى العاملة الخبير الأسترالي بوب الاي أن معظم القياديين وكبار المسؤولين في الشركات لا يهتمون ببناء بيئة عمل مثالية داخل شركاتهم ولا يكترثون بتصنيفهم كأفضل بيئة عمل، مؤكداً أن ذلك يعتبر من أساسيات عملهم في المنشآت. وأوضح الاي خلال مشاركته في الملتقى الأول لبيئة العمل، أن دراسة حديثة قالت بأن 21 في المئة من الشركات الناجحة تهتم بموظفيها وتحفزهم وتبلغهم بالحوافز التي ستمنح لهم. مشيراً إلى أن مسحاً عالمياً شمل 1040 مديراً وشركة في مختلف القطاعات، أوضح أن رفع مستوى مشاركة الموظفين راجع إلى أسباب عدة ليست لها علاقة بالمال، ويأتي في مقدمها: تقدير العاملين من رؤسائهم، وشكرهم باستخدام الكلمات والجمل التي ترفع الروح المعنوية لديهم، واهتمام قادة الشركة بموظفيهم بالاستماع إليهم ومشاركتهم في القرارات المهمة، وأيضاً إتاحة الفرصة لهم في قيادة المشاريع. واعتبرها أساسيات لرفع مستوى المشاركة للموظف في المنشأة. وبيّن الاي أن نقل الشعور إلى الموظف بأنه ذو أهمية، وأيضاً إحساسه بأهمية ما يقوم به من مهام يجعله أكثر ارتباطاً بمنشأته، ويسهم في بناء الثقة بينه وبينها، كما أن بناء العلاقات الطيبة مع العاملين ورسم السياسات الواضحة للتطوير والاستماع دائماً إلى الموظفين ودرس مقترحاتهم تعتبر الخلطة السرية لرفع مستوى مشاركتهم. وحول زيادة مستوى الثقة والرضا لدى الموظف، أكد أن ذلك يأتي بعد تحقيق معطيات عدة، منها احترام رب العمل لخبرة موظفيه، وإشعارهم بأنهم يعاملون بنزاهة وعدالة من خلال توزيع الحوافز، مشيراً إلى أن الكثير من الشركات تضع في أهدافها خدمة المستفيدين وهم موظفوها وعملاؤها مؤكداً أن ذلك يؤدي إلى بناء بيئة عمل مثالية. وحول الاستثمار في التدريب في ظل الأزمة المالية العالمية والأساليب المتبعة في تحديد المستوى الأمثل، تحدث مدير الموارد البشرية في شركة الزامل للاستثمار الصناعي وائل البسام عن البرامج المركزة لتجهيز موظف إداري جاهز، وقال إن تحديد الحاجات اللازمة للدورة يسهم في خفض التكاليف ويخرج موظفاً جاهزاً للعمل في وظيفة معيّنة. وأوضح البسام أن النظرة العامة للاستثمار في التدريب تشرح بأن التدريب لا يعتبر خسارة في الموظف وإنما هو يعبّر عن الربحية لأنه سيكون مكسباً لمجتمعه وسيستفيد منه لاحقاً، مشيراً إلى أن إدارة أداء الموظف مرتبطة بوضع الأهداف المرجوة من التدريب وتحديد النقاط المهمة له، وأخيراً وضع المعايير الخاصة لتلك النقاط حتى تكون مخرجات التدريب على مستوى الطموح المطلوب للشركة. وحول تأثير الأزمة المالية العالمية في الشركات قال: «إن الشركات في ظل الأزمة كانت تحتاج إلى الأداء الممتاز من موظفيها حتى تخرج من تلك الأزمة، ومن هنا ظهرت أهمية التدريب، لذا فإن بعض الشركات لم تخفض الموازنة الخاصة بالتدريب وبقيت على حالها لأنها احتاجت إلى أن يكون وضع شركتها في حال جيدة وأيضاً موظفيها».