غمرتها السعادة العارمة عندما أخبرتها الطبيبة بأنها تحمل جنيناً ذكراً في بطنها. امتنعت عن المؤثرات والعقاقير كافة، التي ربما تكون ضارة لصحتها وصحة طفلها القادم.وبعد اكتمال شهور الحمل ودنو موعد الولادة التي تمت بنجاح نقلوا الأم الفرحة إلى غرفتها لترى مولودها الجديد، ولكن المفاجأة كانت عندما رأت لونه يميل إلى الأزرق الغامق، ما أصابها بالخوف الشديد. لم تتردد في استدعاء الطبيب الذي أمر بنقله إلى العناية المركزة ووضع أنابيب التنفس وضخ الأكسجين إلى رئتيه الذي نزل معدله إلى 30 في المئة، علماً بأن المعدل الطبيعي هو 90 في المئة. تقول أم يزيد «مصرية الجنسية»: «لم أتعرض لأي أشعة خلال حملي وكانت الولادة طبيعية، ولدي ولدان حالهما طبيعية ولم يصابا بأي أمراض غير عادية». وأنجبت أم يزيد مولودها في خميس مشيط (جنوب السعودية)، وتم تحويله إلى مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب في الرياض بأمر ملكي ليبدأ رحلة العلاج. وتشير إلى أن الأطباء أكدوا إصابة ابنها ب «تشوّه في القلب وهي حالة نادرة تصيب 8 في المئة فقط من أطفال العالم». وتستطرد: «في بداية الأمر أجروا قسطرة للقلب، إضافة إلى جراحة أخرى لتثبيت صمامات اصطناعية بجانب البطين الأيمن والبطين الأيسر لتداخلهما مع بعضهما بعضاً، إذ إن ابني كان يعاني ضيقاً في الشريان الرئوي»، مضيفة: «بعد أسبوع حدث تجمع ماء حول القلب وتم استخراجه». وتتابع: «ذكر لي الأطباء أن الصمامات البلاستيكية ستستمر لمدة 15 عاماً، وعند بلوغ الطفل يتم إجراء جراحة جديدة لزراعة صمام أكبر»، مؤكدة أنه ستجرى لطفلها ثلاث جراحات أخرى خلال الفترة المقبلة. ما يؤرق أم يزيد أن حال ابنها تتدهور يوماً بعد يوم، «طول المكوث في غرفة العناية المركزة أفقده وزنه الطبيعي وتسبب في إصابته بجفاف شديد في اللسان نتيجة طول بقاء أنبوب الأكسجين، إذ أصبح فمه مفتوحاً بشكل تلقائي طوال الوقت». الظروف المادية أنهكت والد الطفل محسن عبدالفتاح، إذ اضطر إلى التضحية بعمله في خميس مشيط بعد أن استنفد جميع إجازاته من المؤسسة التي يعمل لديها، ما جعله يأخذ إجازة من دون راتب. وتسكن الأسرة موقتاً في سكن خيري في مدينة الرياض إلى أن تنتهي مواعيد علاج ابنها في المستشفى، خصوصاً أنه لا يستطيع العيش في منطقة خميس مشيط لارتفاعها وتأثير ضغطها الجوي وعدم صلاحيتها لمرضى القلب، وإذا لم يتم انتقاله سيصبح جسد الطفل الرضيع المنهك «مسرحاً للجراحات» وسيضطرون إلى إعطائه الأسبرين لتسييل الدم في شكل مستمر منعاً لتجلطه داخل الصمامات الاصطناعية وخطورة انسدادها. ويأمل محسن (والد يزيد) بأن يجد عملاً في الرياض ليستقر فيها، حتى يستطيع متابعة علاج ابنه. ويلفت إلى أن هذا الوضع تسبب في تعطيل دراسة أبنائه الآخرين، متمنياً من فاعلي الخير مساعدته في العيش في الرياض.