قالت مصادر الوفد اللبناني المرافق لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى واشنطن أن الزيارة حققت نتائج ناجحة لأنها اظهرت التزاماًَ اميركياً باستمرار دعم سيادة لبنان واستقلاله وبعدم تأثر هذا الدعم بالحوارات والسياسات التي تعتمدها واشنطن مع المنطقة، ولأن الكيمياء التي نشأت بين الحريري وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء الخلوة بينهما أدت إلى تفهم الإدارة الأميركية لظروف لبنان بالنسبة إلى القضايا الشائكة المطروحة عليه في هذه المرحلة الساخنة على الصعيد الإقليمي. وأوضحت مصادر وزارية ل «الحياة» أنه كان واضحاً أن الجانب الأميركي طرح المواضيع الخلافية على الجانب اللبناني آخذا في الاعتبار عدم إحراج الحكومة اللبنانية في هذه المرحلة وعدم التأثير على العلاقات اللبنانية الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية. وقالت المصادر أن هذا الإستنتاج يشمل قضيتين حساستين هما: موضوع تهريب السلاح إلى «حزب الله» وموضوع العقوبات الدولية على ايران، حيث طرحت واشنطن الأمر الأول معتبرة أنه يتطلب الضبط. وذكرت المصادر أن المسؤولين الأميركيين اكتفوا بطرح وجهة نظرهم من دون أن يطلبوا شيئاً من لبنان واستمعوا إلى وجهة النظر اللبنانية التي شددت بالمقابل على الخروقات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701. واعتبرت المصادر أن الطرح الأميركي كان «ناعماً» بشأن الموقف اللبناني المتعلق بالعقوبات على إيران في مجلس الأمن، حيث عبر الجانب الأميركي عن الموقف الذي يراه وإصراره على إقرارها من دون أن يطلب شيئاً محدداً من لبنان. وهذا كما قالت المصادر أراح الجانب اللبناني. وانتهت المصادر إلى القول أنه يمكن الإستنتاج بأن الحد الأدنى الذي حققته الزيارة إلى واشنطن هو أن لا تداعيات سلبية جراء إتمامها على الوضع اللبناني الداخلي وهذا بحد ذاته مفيد إذا أضيف إليه أخذ واشنطن في الاعتبار المخاوف اللبنانية من التهديدات الإسرائيلية. وكان الحريري واصل أمس لقاءاته الماراتونية في العاصمة الأميركية قبل أن ينتقل ليلا إلى نيويورك، واجتمع صباح أمس إلى أعضاء في الكونغرس الأميركي من مجموعة «أصدقاء لبنان»، ثم إلى نائب وزيرة الخارجية الأميركية جايمس ستاينبرغ. كما زار الحريري الكونغرس والتقى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، في إطار العمل على إبقاء الصلة المستمرة مع الجسم التشريعي الاميركي لشرح حاجات لبنان من المساعدات لا سيما العسكرية، خصوصا أن موقف النواب والشيوخ يلعب دورا في إقرارها. وزار الحريري قبيل الظهر البنك الدولي واجتمع إلى رئيسه روبرت زوليك في حضور وزيرة المال ريا الحفار. كما التقى بعد الظهر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري الذي كان زار سورية الأسبوع الماضي ثم السيناتور غاري أكرمان رئيس اللجنة الفرعية في مجلس النواب.