قليلون على مستوى العالم من المدربين الذين وصلوا إلى أعلى مراتب النجومية، فالتاريخ على رغم أنه يمتلئ بأسماء عديد من المدربين إلا أننا نتوقف أمام أسماء قليلة بلغت أعلى مراتب النجومية، فمثلاً في إنكلترا دائماً وأبداً نتحدث عن سير الن ديون الذي حصل على كأس العالم مع المنتخب الإنكليزي، ويأتي من بعده مباشرة الكس فيرغيسون الذي يعيش دائماً وأبداً في أحضان (مانشستر يونايتد) الإنكليزي حتى ارتبط اسمه بالفريق. وفي إيطاليا يظل اسم بيرزوتي هو الأشهر، إذ حصل مع إيطاليا على كأس العالم عام 1982 على رغم أنه لم يكن أبداً من المرشحين للفوز بالبطولة حتى فاجأنا الرجل بطريقة لعب دفاعية جديدة أبهرت العالم ونقلت البطولة إلى العاصمة الإيطالية روما، أمَّا هولندا فقد تكون الاستثناء الوحيد لوجود اللاعب البارز، والذي أصبح نجماً بارزاً في عالم التدريب هو يوهان كرويف النجم الهولندي الشهير، والذي أسهم مع مدربه السابق ميتشلز في إدخال طريق كرة القدم الشاملة لذلك نجح بامتياز كمدرب وإن كان قد ابتعد عن التدريب باكراً جداً مكتفياً بنجاحاته مع (أياكس) الهولندي وبرشلونة الإسباني. أما في المنطقة العربية فلا أكاد أرى سوى عدد قليل يأتي على رأسهم من مصر الجوهري وحسن شحاتة ومن تونس عبدالمجيد شتالي ومن الجزائر رابح سعدان، مع احترامي الشديد لكل من درب في المنطقة العربية، ونأتي الآن إلى النجم الأشهر في عالم التدريب في العالم وهو جوزيه مورينيو، والذي حطم كل القواعد في عالم التدريب، فالرجل لم يكن لاعباً معروفاً أو حتى مغموراً، بل إنه بدأ حياته مترجماً وبعدها مدرباً للياقة البدنية ثم عمل مساعداً لعدد كبير من المدربين حتى بدأ مشواره التدريبي بمفرده وصعد فيه درجة درجة إلى أن وصل إلى القمة بجدارة على رأس عديد من الأندية كان آخرها إنتر ميلان الإيطالي، والذي تعاقد معه لرد الاعتبار بعد خروجه بطريقة مهينة أمام تشلسي الإنكليزي. وعلى رغم ما حققه معه من ألقاب أعادت إلى الفريق سمعته التي كان قريباً من أن يخسرها لولا ظهور مورينيو في الوقت المناسب ولكن ما حققه مورينيو هذا العام مع الإنتر كفيل بوضعه على قمة مدربي العالم، فالرجل فاز بكل البطولات كأس أوروبا وكأس ودوري إيطاليا ناهيك عن البطولة الأهم وهي تربعه على قلوب الجماهير في كل أنحاء العالم لدرجة ولعلها المرة الأولى في العالم أن ينتقل المشجعون مع المدرب من نادٍ إلى آخر ومن دولة إلى أخرى لمجرد أن المدرب هو مورينيو أيضاً. ومع مورينيو رفعت أسعار المدربين بصورة خيالية، فقد وصل عقده الجديد مع ريال مدريد 10 ملايين يورو سنوياً وهو تقريباً أعلى الأرقام في تاريخ الأندية حتى الآن والغريب أن مورينيو يأتي من بلد ظل لفترة طويلة يبحث عن مدرب ولكنه لم يحقق أية انتصارات إلا مع مدرب أجنبي وهو سكولاري البرازيلي، ومعروف أن مورينيو اعتذر كثيراً عن تدريب منتخب البرتغال وأخيراً مورينيو قدم الدرس في ذكاء المدرب وكيفية الحفاظ على العلاقة الطيبة مع اللاعبين وجعل ارتباطهم به نقطة قوة للمدرب وأيضاً للفريق ناهيك عن الكاريزما التي يتمتع بها الرجل، والتي جعلته المدرب النجم الأول في عصره ويمكن على مر العصور الحديثة. [email protected]