بانكوك - أ ف ب، رويترز - امرت محكمة تايلاندية امس، بإصدار مذكرة توقيف بتهمة «الإرهاب» بحق رئيس الوزراء السابق ثاكسين شيناواترا المقيم في المنفى، وهي تهمة تصل عقوبتها الى الإعدام، وذلك لعلاقته بأعمال العنف الأخيرة التي هزّت البلاد. واتهمت حكومة رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا، ثاكسين، بالتحريض على الاضطرابات وتمويل الاحتجاجات الضخمة التي نظمها انصاره المعروفون ب «القمصان الحمر» للمطالبة بعودته الى الحكم. وأعلن مساعد رئيس دائرة التحقيقات الخاصة ناراس سافستانان: «وجدت المحكمة انه يوجد ما يكفي من الأدلة، ولذلك اصدرت مذكرة التوقيف». وقال للصحافيين عقب جلسة استماع مغلقة في المحكمة الجنائية: «الآن جاء دور النائب العام لتطبيق المذكرة». وأطيح ثاكسين عام 2006 في انقلاب عسكري وهو مقيم منذ ذلك الحين في المنفى هرباً من حكم بالسجن سنتين صادر بحقه بتهمة الفساد. ووصف ثاكسين مذكرة التوقيف بأنها «ذات دوافع سياسية»، متهماً الحكومة بانتهاكات حقوق الإنسان. وقال في بيان اصدره مستشاره القانوني: «طيلة حياتي السياسية التزمت عدم اللجوء الى العنف وبالملكية الدستورية». وأضاف: «لم اؤيد العنف مطلقاً، ومذكرة الاعتقال الصادرة بحقي غير منصفة. وأنا مستعد لأن اثبت انني لست ارهابياً، فهذا الاتهام له دوافع سياسية». وفي حال إدانته يمكن ان يواجه ثاكسين نظرياً، عقوبة الإعدام، الا انه يبدو ان المذكرة تهدف الى تكثيف المساعي لاسترداد رئيس الوزراء السابق الذي يتنقل بين عدد من الدول. ومارست الحكومة ضغوطاً على الدول التي زارها ثاكسين وأصدرت امراً بتجميد امواله. وقال ابهيسيت ان حكم المحكمة وخطورة التهمة ستساعدان في مطالبات الحكومة بتسلم ثاكسين. وصرح إلى الصحافيين بأن المذكرة «ستسهل عملنا مع الدول الأجنبية». وأضاف «لا يزال يتعين علينا مراقبة تحركاته والسعي من اجل الحصول على التعاون بما يتماشى مع الاتفاقات القانونية. ومن هذه اللحظة بدأ العديد من الدول، فرض حظر عليه». وأعلنت هيئة مكلفة بالتحقيق في اعمال العنف اثناء التظاهرات المناهضة للحكومة، انها قدمت ادلة «تظهر دور ثاكسين في التنسيق» للاضطرابات. وأدت تظاهرات الشوارع التي تمكن الجيش التايلاندي من إنهائها الأسبوع الماضي، الى شل وسط العاصمة بانكوك وتخللها اندلاع العديد من اعمال العنف ما اسفر عن سقوط 88 قتيلاً معظمهم من المدنيين وإصابة حوالى 1900 آخرين منذ منتصف آذار (مارس) الماضي. واعتقل العديد من قادة التظاهرات. ومددت السلطات امس، حظراً للتجول من منتصف الليل حتى الرابعة فجراً في بانكوك و23 مقاطعة اخرى، لأربع ليال اضافية، فيما تسعى الحكومة الى استعادة النظام في العاصمة التي شهدت اعمال تخريب وحرق الأسبوع الماضي، بعد الحملة التي شنها الجيش على المتظاهرين. ويعتبر العديد من متظاهري «القمصان الحمر» ثاكسين مثلهم الأعلى بفضل سياساته الشعبوية بما في ذلك تقديم خدمات صحية رخيصة وتوزيع اموال للقرى، الا ان النخبة التايلاندية تعتبره شخصاً فاسداً ومتسلطاً يمثل تهديداً على الملكية التي تحظى بمكانة خاصة في البلاد.