كشف الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) الدكتور رميح بن محمد الرميح عن أن الشركة قامت بالتنسيق والاتفاق مع عدد من شركات القطاع الخاص لتقديم خدمات الشحن لها عقب التشغيل النهائي للقطار نهاية العام الحالي، متوقعاً أن تكون هناك منافسة قوية مع شركات النقل البري التي تعمل في هذا المجال منذ سنوات عدة. وقال في مؤتمر صحافي في الرياض مساء أول من أمس بهدف التعريف باستراتيجية الشركة ومشاريعها خلال المرحلة المقبلة إن «الشركة اتفقت مع كل من شركة «معادن» لنقل الخامات التابعة لها من الشمال، وشركة أرامكو السعودية لنقل منتجاتها، والهيئة الملكية للجبيل وينبع ممثلة في شركة «سابك» وغيرها من الشركات الأخرى لنقل منتجاتها إلى المنطقة الشمالية وربطها بالأردن وسورية لتصدير تلك المنتجات». وتوقع الرميح أن يشهد نقل المنتجات من الشمال إلى الجنوب وبالعكس منافسة كبيرة بين «سار» وشركات النقل البري التي تسيطر على ذلك النشاط منذ سنوات، لافتاً إلى أن مثل ذلك النشاط سيحقق عوائد مجزية وعدة للشركة. ونفى أن يكون للأزمة العالمية تأثير في تمويل المشروع أو تنفيذه، إذ تم تقديم تسهيلات للمقاولين، سواء من حيث التمويل أو تقليل بعض الشروط المتعلقة بالضمانات لتسهيل السيولة، بشرط ألا يكون هناك ضرر بالمشروع. وأوضح أن «قيمة العقود التي تم توقيعها حتى الآن لتنفيذ المشروع تزيد على 16 بليون ريال، وهناك أجزاء أخرى لم تُطرح للمنافسة، ما سيسهم في رفع حجم كلفة المشروع»، لافتاً إلى أنه من الصعب تحديد وقت ومدة محددة لتحقيق إيرادات تغطي حجم الكلفة، خصوصاً أن المشروع يشتمل على مشروع للبنية التحتية وآخر للتشغيل، إضافة إلى أن المشروع مملوك لصندوق الاستثمارات العامة. وذكر أنه تم تنفيذ 900 كلم من المشروع حتى الآن من مسار السكك الحديد التي تربط رأس الزور بالزبيرة وبحزم الجلاميد من أصل 1486 كلم، لافتاً إلى أن المشروع يتكون من ثلاثة خطوط، الأول لنقل المعادن، والذي سيتم تشغيله في نهاية العام الحالي، والثاني للركاب وسيتم طرح تصميم القطار للمنافسة في الربع الثالث من العام الحالي، على أن يتم الانتهاء من الأعمال الأرضية ومد الخطوط في نهاية عام 2012، وسيبدأ التشغيل في بداية عام 2013، أما الثالث فهو مخصص للبضائع وسيتم تشغيله في عام 2013. وأضاف الرميح أن «المشروع عبارة عن مسار واحد تسير عليه ثلاثة قطارات، وفيه تحويلات، وبدأ تنفيذه منذ عام 2006 بعقود الأعمال الأرضية في منطقة النفود، تلا ذلك عقود العمال المدنية ومد الخطوط الحديدية في عام 2007، وفي عام 2009 تم التعاقد على تصنيع القاطرات والمقطورات وأنظمة الإشارات والتحكم، وخلال العام الحالي تم التعاقد مع مشغل المشروع الذي سيقوم بتشغيل خط التعدين. أما بالنسبة إلى خط الركاب والبضائع الذي يربط الرياض بالمجمعة والقصيم وحائل والجوف والحديثة على الحدود الأردنية، فسيتم الانتهاء من إنشائه في بداية عام 2013. وأكد أن الخط الحديدي يعتبر ركيزة أساسية للصناعات التعدينية في المملكة، لأهمية نقل المواد الخام بطرق اقتصادية، وآمنة، إذ سيتم نقل 15 ألف طن في الرحلة الواحدة، أي ما يعادل حمولة 600 شاحنة.