سيول - أ ف ب، رويترز – هدد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك في خطاب تلفزيوني ألقاه أمس وطغت عليه الحدة، بيونغيانغ برد عسكري فوري اذا وقع عدوان جديد بعد إغراق البارجة تشيونان بطوربيد كوري شمالي في البحر الأصفر في 26 آذار (مارس) الماضي، ما ادى الى مقتل 46 جندياً، فيما هدد قائد عسكري كوري شمالي بفتح النار على معدات تضعها كوريا الجنوبية على الحدود المشتركة بينهما لبث دعاية معادية لها عبر مكبرات للصوت والمجمدة منذ 2004، وباتخاذ اجراءات اشد اذا صعّدت سيول التوترات، مكرراً حق بلاده في تعزيز ردعه النووي، كاشفاً تطوير اسلحة نووية «بأسلوب شفاف». وقال لي غداة مطالبة سيول مجلس الأمن بفرض عقوبات جديدة على بيونغيانغ وتعليقها المبادلات التجارية معها وإعلانها خفض عدد العاملين في مجمع صناعي مشترك داخل كوريا الشمالية يمثل منذ فترة طويلة مصدراً مهماً للدخل في كوريا الشمالية: «لن نقبل بأي عمل استفزازي من الشمال بعد الآن، وسنبقي على مبدأ الردع الاستباقي. واذا انتهكت مياهنا الاقليمية ومجالنا الجوي او ارضنا فسنلجأ فوراً الى حقنا في الدفاع عن انفسنا». واعلن لي في خطابه الحازم جداً تعزيز الوسائل الدفاعية الكورية الجنوبية. وقال: «تساهلنا سابقاً مع وحشية الشمال»، في اشارة الى تفجير استهدف الرئيس الكوري الجنوبي في بورما وآخر تنفيه بيونغيانغ ضد طائرة «بوينغ» تابعة لشركة الطيران الكورية عام 1987، «لكن الامور تغيرت الآن وستدفع كوريا الشمالية الثمن بحجم اعمالها الاستفزازية». وطالب بيونغيانغ باعتذارات فورية لسيول والمجتمع الدولي عن الهجوم وبمعاقبة المسؤولين عنه، معلناً ان «الوقت حان كي يتغير النظام الكوري الشمالي الذي يريد اثارة انقسام وصراع». وأيد البيت الابيض طلب الرئيس لي لبيونغيانغ، مشدداً على أهمية ان تمتنع عن سلوكها «العدواني التهديدي»، في وقت قررت البحريتان الكورية الجنوبية والاميركية اجراء تدريب مشترك قبالة الساحل الغربي قريباً. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس: «تأييد الولاياتالمتحدة لدفاع كوريا الجنوبية مطلق، وأعطى الرئيس باراك اوباما توجيهات لقادته العسكريين بالتعاون عن كثب مع نظرائهم في كوريا الجنوبية لضمان الاستعداد وردع اي عدوان في المستقبل»، مع العلم ان الجيش الاميركي ينشر اكثر من 28 الف جندي في كوريا الجنوبية. وكشف أن أوباما ولي اتفقا على الاجتماع خلال قمة العشرين المقررة في كندا الشهر المقبل. وأمر اوباما ادارته بمراجعة السياسة الاميركية تجاه كوريا الشمالية ووصف العقوبات التي فرضتها سيول على جارتها الشمالية بأنها «مناسبة تماماً». وخلال زيارتها بكين، أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولاياتالمتحدة «تبذل جهوداً شاقة لتجنب تصعيد» في شبه الجزيرة الكورية، فيما تفادت الرد على سؤال اذا كانت بلادها ستؤيد ان تفرض الاممالمتحدة المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية. وأضافت «يخلق الكوريون الشماليون وضعاً هشاً جداً في المنطقة يدرك كل بلد مجاور او قريب من كوريا الشمالية ضرورة تطويقه»، مع العلم انها ستزور سيول غداً للقاء الرئيس الكوري الجنوبي لي وكبار المسؤولين. وفي طوكيو، صرح الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني هيروفومي هيرانو ان بلاده تخطط لدعم كوريا الجنوبية في مجلس الأمن، وتطبيق إجراءات جديدة من جانب واحد ضد كوريا الجنوبية». وأمل بأن تعترف الصين بحادث غرق البارجة، و «سنعمل مع الصين من أجل هذا الهدف».