اقترب النظام السوري من «إغلاق» الحدود مع لبنان في وجه المعارضة، بعد سيطرة قواته وعناصر «حزب الله» على بلدتين في القلمون شمال دمشق قرب الحدود اللبنانية، ذلك بعد أيام من استعادة يبرود المجاورة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن «الطيران الحربي قصف مناطق في محيط بلدتي فليطة ورأس المعرة، اللتين سيطرت عليهما القوات النظامية مدعمة بمقاتلي «حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة». وصرح مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس»، بأن ذلك جاء «استكمالاً لعملية غلق الحدود مع لبنان» في وجه المعارضين وتدفق السلاح إليهم، مؤكداً أن «أي إنجاز يحقق في هذا المجال يساهم بتضييق الحدود بنسبة أعلى، أقلها المعابر الرئيسية التي تمر منها الآليات». (للمزيد) ويسعى النظام السوري إلى تأمين الحدود اللبنانية في شكل كامل وإغلاق كل المعابر مع لبنان والتي يتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها كطرق إمداد. وتعد رأس المعرة وفليطة إلى جانب رنكوس وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية، آخر المعاقل التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة بعدما تمكنت القوات النظامية خلال الأشهر الماضية من السيطرة على الجزء الأكبر من منطقة القلمون، بخاصة يبرود. وأكد الناشط من جبال القلمون جواد السيد، لوكالة «فرانس برس»، أن «توازن القوى غير متكافئ» بين قوات النظام و «حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية، مشيراً إلى أن القوات النظامية «تملك الطيران الحربي والدبابات». وأوضح أنه «تمكن رؤية المقاتلين من الجو، ويتم استهدافهم من الطائرات أو الدبابات». وذكر مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، أنه «من الصعب على القوات النظامية السيطرة على الحدود بأكملها، وإن سيطرت على فليطة ورأس المعرة». واعتبر «أن على الجيش و «حزب الله» نشر مقاتليهما على طول الحدود، وهو أمر مستحيل». وعلى صعيد «معركة الساحل» في غرب البلاد، قال «المرصد» إن القوات النظامية «قصفت منطقة الجبل الكبير ومناطق في قرية غمام ومنطقة المرصد 45 في ريف اللاذقية، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة عدة في محيط بلدة كسب» التي سيطرت عليها المعارضة قبل ايام. وكان نشطاء معارضون أفادوا بقتل رئيس فرع الأمن العسكري النظامي في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، لدى توجهه مع رتل عسكري وتعزيزات من شمال البلاد إلى غربها. إلى ذلك، شكل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) جيشاً من نحو 1500 عنصر لقتال «وحدات حماية الشعب الكردي» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» و «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم في شمال شرقي سورية. وأفاد «المرصد» أن تنظيم «داعش» شكل جيشاً باسم «جيش الأنصار» من مسلحين من عشائر عربية في مدينة الرقة وبلدة سلوك ومدينة تل أبيض التي بايعت «الدولة الإسلامية»، بحيث «يتم تجنيد شاب من كل عائلة أو أن تقوم العائلة التي لا يُجنَّد منها أحد بتسليح شاب من الجيش المُشكَّل لصد أي عدوان أو خطر عن تل أبيض ونواحيها وقتال وحدات حماية الشعب الكردي في ريف تل أبيض ومنطقة جرابلس ومنبج» في الشريط الموازي لحدود تركيا شمالاً.