استغل عدد من ضعاف النفوس أزمة المياه في الطائف للتكسب المادي على حساب صحة المواطنين الذين يكتوون تحت حرارة الشمس في صالات «الأشياب» بعد وصول أرقام الانتظار إلى سقف الألف، إذ وضع سائقو عربات الصهاريج المخصصة للبيع لاصقاً أخضر على امتداد «تانكي الماء» لإيهام ملاّك الآبار الجوفية غير الصالحة للشرب بتعبئة صهاريجهم، وفي حال الخروج من حرم تلك الآبار المالحة ينزعون تلك اللاصقات الخضراء ويخفونها في مقصورة الصهريج ليتضح لدى المواطنين المنتظرين أمام بوابات الأشياب أن المياه صالحة للشرب، ووصل سعر الصهريج من «المياه المغشوشة» 100 ريال للصهريج العادي، وهي في الأساس غير صالحة للشرب وقيمته الفعلية 30 ريالاً فقط. ودفعت أزمة المياه في الطائف سائقي تلك الصهاريج لفعلتهم، متعللين بتخفض كمية ضخ المياه للطائف وظهور سوق سوداء رائجة لبيع الكوبونات. وفي السياق ذاته، أوقعت لجنة شكلت أمس من فرع المياه والمرور والصحة وأمانة ألمحافظة بعدد من المخالفين من سائقي صهاريج المياه الصالحة للشرب متلبسين بوضع لاصقات خضراء على «وايتاتهم» لطلاء عمليتهم على أصحاب الآبار المالحة في الطائف ومن ثم نزع اللاصق والوقوف أمام صالات الأشياب في المحافظة، لابتزاز المواطنين الباحثين عن المياه، وبيعها بأسعار المياه الصالحة للشرب وسط غياب تام من إدارات الأشياب بعدم التبليغ عنهم، وتمت إحالة أربعة أشخاص من المقبوض عليهم إلى الجهات الأمنية للتحقيق معهم، فيما كانت الغرامة المالية بحقهم خجولة مقابل عظم هذا الجرم، حيث أصدرت بشأنهم دفع غرامة قدرها1000 ريال فقط والسجن 48 ساعة.