لم يثن شيوع البطالة بين الخريجين اليمنيين بعضهم من الالتفات إلى قضايا مجتمعهم المحلي والانخراط في نشاطات تستهدف حل مشاكله. ويقدم عاد نعمان (27 سنة) نموذجاً لافتاً عن بعض الشبان الذين لم يصبهم اليأس بعد ويحول الإحباط دون استمرارهم في النضال على غير جبهة سعياً الى اجتراح الأمل وصنع غد أفضل. ودأب عاد وهو خريج كلية الهندسة في جامعة عدن على تبني مبادرات ترمي إلى مواجهة بعض القضايا التي تهم حياة الناس، فخلال الأسبوع الماضي قاد حملة توعية بمرض حمى الضنك في عدد من مدارس منطقة التواهي محافظة عدن. الحملة التي رعاها رجل الأعمال عبد العزيز سيف، اشتملت على توزيع ملصقات ومنشورات تتضمن معلومات حول المرض وسبل الوقاية منه، إضافة الى محاضرات للمعلمين في عدد من مدارس البنين والبنات قدمها الطبيب خالد جابر مدير المجمع الصحي وعضو المجلس المحلي في مديرية القلوعة. وهذه ليست المبادرة الأولى لعاد، إذ سبق أن تبنى إقامة معرض لرسوم الأطفال عن حرب صعدة بعنوان «الحرب بعيون بريئة» إلا أن جامعة صنعاء رفضت السماح له بتنظيمه ما اضطره أن يجول على بعض منظمات المجتمع المدني في صنعاء وعدن. ويشغل عاد منصب المسؤول الثقافي في نادي الميناء الرياضي الاجتماعي كما يقود فرقة فنية من الشباب الهواة نفذت في نيسان (أبريل) الماضي حفلة فنية مجانية في عدن تزامناً مع معرض رسم لعدد من أطفال الفئة المهمشة (الاخدام) بعنوان «بالتسامح... تستمر عجلة الحياة بسلام». وقال عاد ل «الحياة» أن فكرة المعرض والحفلة «جاءت محاولة لترسيخ وتجذير مبدأ التسامح والتعايش السلمي بين الأطفال من مختلف الفئات الاجتماعية بما من شأنه الحد من انتشار التمييز وتعزيز التواصل الإنساني»، علماً أنه لا يتقاضى بدلاً عن نشاطاته. وأكد الشاب المتحمس أهمية «تثبيت بديهيات مفاهيم الديموقراطية من عدل، ومساواة، واحترام للرأي الآخر والقبول بالحقوق المتساوية للجميع وخصوصاً لدى الأطفال كونهم نواة المجتمع وبناة المستقبل». وكان عاد عمل عقب تخرجه بوظيفة تعاقدية في هيئة المناطق الحرة إلا أن توقف عمل الهيئة أعاده ثانية إلى رصيف البطالة لكنه لم يقف مكتوف اليدين كغيره فجاء انكبابه على العمل التطوعي الاجتماعي حالة استثنائية في اليمن.