كشفت المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الدكتورة مها المنيف عن تسجيل 400 حالة عنف أسري خلال الأربعة أشهر الماضية، 45 في المئة منها جسدي، و37 في المئة منها إهمال، و20 في المئة جنسي، و2 في المئة عاطفي، مشيرةً إلى أن الوالديْن يعتبران المعنفين بنسبة 72 في المئة، و48 في المئة نسبة تعرض الإناث للعنف. وأضافت خلال ورشة عمل لتدريب المشرفات التربويات في وزارة التربية والتعليم على مفاهيم إساءة معاملة الأطفال، وكيفية الوقاية منها أمس أن جميع الحالات المسجلة في الأربعة أشهر في السجل الوطني في مستشفى التخصصي ليست معنفة، وإنما بعضها يكون فيه اشتباه مبدئي بوقوع الاعتداء عليها، الأمر الذي يجبر على الفحص للتأكد من الكدمات الموجودة على الجسم، مشددةً على أهمية تطبيق الأنظمة والقوانين المساندة لحماية الأسرة المتعلقة بالعنف، خصوصاً صغار السن الذين يتعرضون له، والدورات والحملات لمواجهته غير مجدية، كون أعلى نسبة تتعرض له الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين. وذكرت أن الورشة بادر بإقامتها وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، لوضع آلية منظمة في التعامل مع الحالات المعنفة داخل الأسرة، من خلال تطبيق التعميم الصادر على أهمية تبليغ مديرة المدرسة شخصياً، وبدورها ترفعه إلى الجهة ذات الاختصاص، وينتهي دور المعلمة والمرشدة عند التبليغ فقط، مشيرةً إلى أن برنامج الأمان الأسري يعمل على توحيد الجهود مع جميع القطاعات لوضع دليل إجرائي لمعرفة أدوارها مثلاً وزارة الصحة عليها متابعة الحالة من الجانب الصحي، والأجهزة الأمنية تقوم بالتحقيق، والشؤون الاجتماعية توفر الحماية المساندة للأطفال المعنفين. ولفتت إلى أن الخط الساخن الدولي 116111 للطفل الذي سينطلق في اليوم العالمي للطفل في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) يشارك فيه 15 جهة حكومية في الرياض، ويستمر لستة أشهر للتأكد من خلوه من المعوقات، وبعدها يطبق على جميع المناطق، والذي تشرف عليه نائب رئيس برنامج الأمان الأسري الوطني الأميرة عادلة بنت عبدالله، موضحةً أن الجهة التابعة لها المبلغ هي المسؤولة الأولى عن حمايته. بدورها، قالت الاختصاصيتان الاجتماعيتان في برنامج الأمان الأسري الوطني والمختصتان في مجال العنف الأسري ضد المرأة والطفل تهاني المحجر وشيخة العنزي: «ظاهرة البويات داخل المدارس، والأزياء، وقصات الشعر الغريبة مؤشر لمعاناة لابد من احتوائها، خصوصاً أن العنف لا يشمل فئة معينة، إذ يعنف أئمة مساجد وحاصلون على شهادات عليا أسرهم». وأشارت المحجر إلى خطورة هز الطفل خلال المداعبة، لأنه ينتج عنها نزيف في الدماغ أو شبكة العين، أو غيبوبة وقيء ، أو كسور في عظام القفص الصدري، أو آثار طويلة الأجل مثل ضعف النظر أو السمع، أو تأخير النمو. وأكدت الاختصاصية شيخة العنزي في ردها على مداخلة مشرفة تربوية في مكتب التربية في الشفاء عن صعوبة تقبل الأهالي لمعاناة ابنتهم من صعوبات التعليم، ورفض إحالة الطالبة إلى جهات التشخيص، ما أوقع المدرسة في مشكلة نقل التلميذة إلى مدرسة متخصصة، ضرورة إيجاد آلية يتم من خلالها تقويم الطالبات لصعوبات التعلم حتى لا يكون هناك لبس بين صعوبات التعلم، وضعف تطور القدرات العقلية الناتجة من العنف، خصوصاً الذين ليست لديهم القدرة على التمييز بينهما.