اجتمع عشرات الشبان، من الدمام ومختلف مدن وقرى القطيف، لمشاهدة «حفلات التفحيط» التي عادت خلال الأسابيع الماضية، إلى أحياء مدينة سيهات، بعد فترة من توقفها. وتناقلت رسائل نصية قصيرة، تم تداولها عبر الهواتف المحمولة، ومواقع إلكترونية متخصصة ب «المفحطين»، دعوات للحضور في حي السلام في سيهات، للتجمهر وتشجيع المفحطين على تقديم «أبرز المهارات والعروض المختلفة»، وسط اتهامات، يطلقها أهالي الحي، إلى الأجهزة الأمنية، ب «ضعف الرقابة»، وبخاصة بعد تكرار هذه التجمعات، مطالبين بضرورة «إيجاد حلول لمعالجة هذه الظاهرة، التي بدأت تهدد الأمن العام في الأحياء، وكذلك سلامة السكان». وكان أهالي حي السلام وأحياء أخرى في سيهات، ابدوا انزعاجهم من «حفلات التفحيط»، ومخاوفهم من التجمعات الشبابية «الكثيفة» التي تحدث في شوارع المدينة في شكل متواصل، وتستمر في بعض الليالي لأكثر من ثلاث ساعات، وسط «غياب تام» للدوريات الأمنية. وأشار الأهالي إلى «يأسهم»، بعد الشكاوى والنداءات المتكررة، بضرورة «إيقاف هذه الظاهرة التي باتت تهدد أمننا وسلامتنا. وتشكل خطورة كبيرة على عوائلنا وأطفالنا. كما باتت تهدد أمن المنازل، خصوصاً أن غالبية هؤلاء المفحطين من الطائشين، ما يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا، خوفاً من السرقات أو التحرش والمضايقات، أثناء خروجنا من المنازل». وقال إبراهيم محفوظ، وهو أحد سكان هذا الحي: «تقدمت بشكاوى عدة إلى الجهات الأمنية في سيهات، حول هذه الظاهرة، التي باتت تشكل خطراً جسيماً علينا جميعاً. إلا أننا لم نستفد من تلك الشكاوى، حتى أن أحد المفحطين لم يتمكن من السيطرة على سيارته، واصطدم في منزلي. وترك سيارته في مكانها لنحو شهر. وقمت بإبلاغ شرطة القطيف عن هذا الأمر. إلا ان الوضع لم يتغير، فبقيت السيارة في مكانها. ولم يتم إخباري أو مراجعتي وقت إزالتها. علماً بان منزلي تعرض للضرر من جراء ذلك». ويناشد بعض أهالي الحي، الجهات الأمنية، إضافة إلى بلدية سيهات ب«ضرورة إيجاد مطبات اصطناعية على امتداد الشارع، فالعدد البسيط منها لا يكفي لمنع المفحطين». وقال حسين العباس: «من يتحمل المشكلة؟ هل هي الشرطة أم المرور أم جهات أمنية أخرى؟»، مضيفاً « قمت أكثر من مرة، بالاتصال بالشرطة، إلا أنهم اخبروني ان الأمر يختص في إدارة المرور. فيما اخبرني العاملون في قسم العمليات في إدارة المرور، أن الأمر يختص في الشرطة. ولا أدري من يتحمل هذا الأمر»، داعياً أهالي الأحياء إلى «نشر التوعية بين الشبان من المفحطين بآن سلوكهم هذا عواقبه وخيمة عليهم وعلى قاطني الأحياء» مطالباً سكان المناطق ب«مساعدة رجال الأمن على رصد الجناة، وحماية الأحياء، وإبعاد المفحطين بصورة نهائية». وتأتي هذه المطالبات، وسط محاولات سابقة، للوقوف ضد المفحطين في مختلف مناطق محافظة القطيف، من خلال الأفلام التوعوية والنشرات الخاصة، والتأكيد على أئمة المساجد بضرورة «التصدي لهم، ومحاولة تثقيف المجتمع بخطورة هذه الظاهرة في حال استفحالها». فيما تركت هذه الظاهرة ذكرى مؤلمة لدى أبناء المحافظة، بعد رحيل الشاب شكري الرضوان، أثناء محاولته منع أحد الشبان المفحطين، من ممارسة هذه الهواية، ما دفع الأخير إلى تسديد طعنات عدة إلى الرضوان، أردته قتيلاً على الفور. ما ساهم في زيادة حرص الأهالي على اجتثاث هذه الظاهرة والتصدي لها من جميع النواحي.