واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أطلقت إيران صاروخاً باليستياً أمس، في ختام مناورات عسكرية، مشددة على أن اختباراتها لا تنتهك الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، ولا قرارات مجلس الأمن. وتعهدت متابعة برنامجها الصاروخي، مشيرة إلى أنها لن تصبح «مثل العراق أو سورية أو اليمن». في غضون ذلك، حض المرشد الإيراني علي خامنئي مجلس خبراء القيادة على أن «يفكّر ويتصرّف بطريقة ثورية»، منبّهاً إلى أن «الأعداء يريدون أن يبتلعوا إيران، ويجب ألا نسمح لهم بذلك». (للمزيد). ورأى خلال لقائه أعضاء المجلس المنتهية ولايته، أن هزيمة رجلَي الدين المتشددين البارزين محمد يزدي ومحمد تقي مصباح يزدي في الانتخابات تشكّل «خسارة كبرى» للمجلس، وحض أعضاءه على اختيار مرشد «ثوري» يخلفه بعد رحيله. وكان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الذي انتقد إقصاء مجلس صيانة الدستور حسن الخميني من الانتخابات، يجلس إلى جانب خامنئي حين قال الأخير إن «بعضهم تأثّر بالأعداء من حيث لا يدري، وهاجم المجلس» الدستوري. إلى ذلك، أعلن «الحرس الثوري» الإيراني نجاح مناورات «اقتدار الولاية» التي اختُتمت أمس بإطلاق صاروخ باليستي من طراز «قيام». وقال قائد القوة الفضائية في «الحرس» الجنرال أمير علي حاجي زادة إن صواريخ أُطلقت خلال المناورات «حملت 24 رأساً حربياً، وطناً من مادة تي أن تي، وتتمتع بقدرة تدميرية تصل مساحتها إلى كيلومترين». وأشار إلى أن «طائرات تجسس أميركية كانت ترصد إطلاق الصواريخ طيلة المناورات»، مشدداً على أن «اختبار الصواريخ لا ينتهك الاتفاق النووي». وزاد: «الحرس الثوري لم يقبل إطلاقاً قرارات مجلس الأمن في هذا الصدد. البرنامج الصاروخي لن يتوقف في أي ظرف، إيران لن تكون اليمن أو العراق أو سورية». ونبّه إلى أن «العدو قد يحاول التأثير في المسؤولين السياسيين، وأن يقول أحدهم مثلاً: ماذا سيحدث لو أُخِّرت هذه الاختبارات». أما الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس»، فحذر من أن «أي تهديد لإيران سيجعلها بركاناً من الصواريخ يصبّ حممه على العدو». وتابع: «على العالم أن يدرك أن قدراتنا الصاروخية والردعية ليست مرهونة للإرادة السياسية لأي قوة في العالم، وأن إصدار أي قرار سيبقى تمنيات على ورق، فيما الصواريخ الإيرانية حقيقة». ودافع الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري عن الاختبارات الصاروخية، مشدداً على أنها «لا تتعارض مع تعهدات إيران في الاتفاق النووي ولا مع القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن». وأكد أن بلاده «لن تساوم على أمنها وطاقاتها الدفاعية». وكان لافتاً أن الخارجية الأميركية أعلنت أن الوزير جون كيري أبلغ نظيره الإيراني محمد جواد ظريف «قلقه» من الاختبارات الصاروخية، خلال اتصال هاتفي. لكن وسائل إعلام إيرانية نفت الأمر، إذ نسبت إلى مصدر أن «كيري وجّه رسائل إلكترونية إلى ظريف قبل أسبوع، طالباً إجراء اتصال هاتفي لمناقشة قضايا، بينها التجارب الصاروخية. لكن هذا لم يحدث لأن ظريف في زيارة رسمية في جنوب شرقي آسيا». على صعيد آخر، رفع أعضاء في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، بينهم نساء ورجال، شكوى ضد زميلهم نادر غازي بور، بعدما اعتبر أن المجلس «ليس مكاناً للحمير والنساء».