تجاهلت طهران احتجاجات واشنطن وباريس، وأطلقت صاروخين باليستيَّين آخرين أمس، كُتِب عليهما بالعبرية «يجب محو إسرائيل». وأشارت إلى أنهما مُصمّمان ليطاولا الدولة العبرية، فيما هدد جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي في القدسالمحتلة، بأن بلاده «ستتحرّك» إذا انتهكت إيران الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست. وأكد مصدر في واشنطن ليلاً أن الإدارة الأميركية تتعهد حماية إسرائيل. وكان لافتاً أن البيت الأبيض اعتبر في وقت متقدّم ليل الثلثاء أن الاختبارات الصاروخية الإيرانية لا تنتهك الاتفاق، مشيراً إلى أنه يدرس هل هناك ضرورة لطرح المسألة أمام مجلس الأمن، علماً أن ناطقاً باسم الخارجية الأميركية كان ذكر أن واشنطن «تعتزم طرح المسألة على المجلس، إذا تأكد» إطلاق الصواريخ. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أمس أن «الحرس الثوري» أطلق صاروخين من طراز «قدر» من جبال «ألبرز» شمال البلاد، مشيرة إلى أنهما دمّرا أهدافاً في سواحل مكران (سواحل بحر عُمان) في جنوبإيران على بعد 1400 كيلومتر. وأشارت إلى كتابة عبارة «يجب محو إسرائيل من صفحات التاريخ» التي أطلقها الإمام الخميني، على الصاروخين باللغة العبرية. لكن وكالة «رويترز» أفادت بأن الصور التي بُثَّت لم تُظهِر العبارة. وكانت إيران أطلقت الثلثاء من صوامع تحت الأرض، صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى، في إطار مناورات «اقتدار الولاية». وقال قائد القوة الفضائية في «الحرس الثوري» الجنرال أمير علي حاجي زاده إن صواريخ «قدر» يبلغ مداها ألفي كيلومتر، مضيفاً: «سبب تصميمنا هذه الصواريخ، هو أن تكون قادرة على ضرب عدونا البعيد، النظام الصهيوني، من مسافة آمنة». وأشار إلى أن إسرائيل «مُحاصرة من الدول الإسلامية، وعمرها ليس طويلاً، وستنهار في حرب حتى قبل إطلاق هذه الصواريخ... لن نكون البادئين بحرب، لكننا لن نُباغَت في الوقت ذاته، لذلك نحتفظ بعتادنا في أماكن لا يمكن للأعداء تدميرها، ويمكننا مواصلة حرب طويلة». وذكر حاجي زاده أن «الصواريخ الإيرانية مُتاحة لشعوب فلسطين ولبنان وسورية والعراق وكل المظلومين في العالم»، وزاد: «لا نسعى إلى الهيمنة على الدول الأخرى، بل إلى مساعدة المظلومين في مواجهة الظالمين». واستدرك أن هذه الصواريخ «لن تُستخدم ضد الجماعات الإرهابية، على رغم أنه أمر ممكن». أما الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس»، فأشار إلى أن إيران «لا تملك مكاناً يكفي لخزن صواريخها». وتابع: «حين يُخزّن حزب الله (اللبناني) أكثر من مئة ألف وحدة صاروخية، فإن لدى إيران عشرات أضعاف ذلك، وهذا الاقتدار لن يتوقف». وأعلن أن بلاده مستعدة ل»نقل كل خبراتها وإنجازاتها العملانية والعلمية والتكتيكية والاستراتيجية، إلى أشقائها في العالم الإسلامي وجبهة المقاومة ضد أميركا وإسرائيل وحلفائهما. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي إن بلاده «ستتخذ الإجراء المناسب، سواء في الأممالمتحدة أو في شكل منفرد»، رداً على إطلاق إيران الصواريخ.