على وقع نسمات الهواء الباردة التي شهدتها مدينة الرياض بعد ليلة رعدية ماطرة، وفي ساحة السفارة البريطانية التي تزينت بالأضواء تتوسطها شاشة تلفاز كبيرة، هنأ السفير البريطاني في السعودية سايمون كوليس وسط الحضور اللافت لوميض الكاميرات المرأة السعودية بعيدها، كما بارك للفائزين السعوديين حصادهم جوائز خريجي بريطانيا المميزين. وكشف عن وجود 15 ألف طالب سعودي على مقاعد الجامعات البريطانية، وهذا يعد ثمرة لعمق العلاقات بين البلدين، مبيناً أن عدد المتخرجين حتى الآن من جامعات بلاده تجاوز 100 ألف طالب وطالبة، مشيراً إلى أن بريطانيا اليوم تحتفل بإعلان أسماء رواد أسهموا بعد تخرجهم في تطوير مجتمعاتهم، منهم ثلاثة شبان وفتاة سعوديين. وأوضح السفير البريطاني ل«الحياة» خلال حفلة أطلقتها السفارة البريطانية أمس أن المسارات التي تشملها الجائزة هي: الإنجاز المهني، وريادة الأعمال، والتأثير الاجتماعي، لافتاً إلى أن الجائزة معنوية تشجيعية، وليست مالية. واستطرد السفير: «إن لجنة الجوائز وصلها 100 ترشيح لخريجين مميزين، تم تصفيتها إلى عشر تصفيات بعد مراجعة دقيقة»، مبيناً أن الجائزة تهدف إلى تعزيز الإلهام، والتشجيع، وروح المبادرة للخريجين، من خلال الأماكن التي يعملون فيها. وقال: «نحتفل اليوم بإطلاق الجائزة للمرة الأولى في السعودية، تزامناً مع إطلاقها في البرازيل والصين وهونغ كونغ والهند وإندونيسيا ونيجيريا وباكستان وتركيا وأميركا»، منبهاً إلى أن جوائز التعليم البريطاني التي أنشأها المجلس البريطاني بالشراكة مع معاهد التعليم العليا في السعودية، أسهمت في إذكاء روح التنافس بين المتقدمين السعوديين. من جهته، بيّن عميد الدراسات الإلكترونية والدراسة عن بعد في جامعة الملك فيصل في الأحساء خريج جامعة أسيكس البريطانية عبدالله الفريدان، أنه تمكن من إلحاق 144 ألف طالب وطالبة سعودية من السجناء، وأصحاب الدخل المحدود، أو المعوقين، أو المرضى في الجامعات البريطانية، وشهاداتهم كلها معترف بها من وزارة التعليم العالي السعودي. وأضاف الفريدان «فريق عملنا في الجامعة مكون من 100 موظف لدراسة ملفات المتقدمين»، مشيراً إلى أنه «تقدم لهم هذا العام 80 ألف طلب، واختاروا من بينها 12 ألف طالب وطالبة على مستوى المملكة، كما أن خطتهم المقبلة تشمل تشجيع استخدام التقنيات الحديثة في التعليم». بدوره، قال رئيس وحدة السرطان في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الفائز بجائزة التحصيل المهني هاني شودري: «إن الوقت الذي قضاه في جامعة إكسفورد عزز مهاراته في مجال مكافحة مرض السرطان»، أما الفائز بجائزة الريادة خريج جامعة كارديف فواز أسعد فقال: «أنا سعيد بنيل الجائزة بعد تنظيمه 120 فعالية علمية وتدريبية وتأسيسه، إضافة إلى تدريب 2000 طالب سعودي». يذكر أن مديرة البرنامج الوطني لمكافحة الدرن في وزارة الصحة الدكتورة تمارا طيب فازت كذلك بجائزة سفير خريجي المملكة المتحدة عام 2016، نظير إنجازاتها في مكافحة فايروس إيبولا ضمن جهود مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة.