تُعلن اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في مصر غداً الجدول الزمني لمراحلها وموعد فتح باب الترشح فيها ودعوة الناخبين للاقتراع، إيذاناً ببدء السباق الذي ظهر أن المنافسة فيه ستنحصر ما بين وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي ومؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي. وكشف رئيس لجنة الخمسين التي صاغت الدستور الدستور عمرو موسى أن السيسي سيبدأ عقب فتح باب الترشح رسمياً في لقاءات مع القوى السياسية «لطرح رؤيته لقيادة البلاد». وقال ل «الحياة» إن الحملة الانتخابية للسيسي «ستكون غير تقليدية كما أعلن»، لافتاً إلى أنه «لن يجري جولات انتخابية». وأضاف أن «الحملة ستعتمد شكلاً جديداً لا يستبعد الضرورات، ومنها الاتصال بالقوى السياسية الحزبية وغير الحزبية واستقبالها لعرض برنامجه». لكنه لم يخض في تفاصيل ترتيب تلك اللقاءات. وأوضح أن الاتصالات لترتيب تلك اللقاءات ستتم بعد بيان لجنة العليا للانتخابات غداً، إيذاناً ببدء المعركة الانتخابية، ووفقاً للمواعيد التي تحددها اللجنة. وأوضح أن برنامج السيسي سيُطبع ويوزع على المواطنين ويطرح للنقاش في وسائل الإعلام. وعن إمكان عقد لقاء بين السيسي وحلفاء جماعة «الإخوان المسلمين» التي ترى في وزير الدفاع السابق أبرز خصومها، قال موسى: «الحقيقة لا أستطيع الإجابة على أسئلة من هذا النوع. المشير السيسي يحظى بتأييد شعبي كبير جداً، وإذا أرادوا هم أن يلتقوا بالحملة أو أفرادها أو المرشح شخصياً فلكل حاث حديث». وأوضح أن «هناك محددات كثيرة للحكم على الأمر في حينها، منها أنه يجب أن يكون اللقاء مع من هم جزء من العملية السياسية وليسوا خارجها، فضلاً عن عدم التورط في أي جرائم ضد الشعب المصري». وكان السيسي أبدى انفتاحاً على «استيعاب» خصومه. وقال في كلمته لإعلان ترشحه في الانتخابات: «لن تكون لنا حسابات شخصية نصفيها، أو صراعات مرحلية نمضى وراءها، فنحن نريد الوطن لكل أبنائه، من دون إقصاء أو استثناء أو تفرقة، نمد أيدينا إلى الجميع في الداخل وفي الخارج، معلنين أن أي مصري أو مصرية لم تتم إدانته بالقانون الذى نخضع له جميعاً، هو شريك فاعل في المستقبل بغير حدود أو قيود». وتوقع نائب رئيس حزب «النور» السلفي نادر بكار «أن يحدث استيعاب وإعادة دمج لبعض التيارات بعد الانتخابات». وقال ل «الحياة»: «نرجو أن يسود مناخ سياسي يشارك فيه الكل من أجل هذا الاستيعاب. نحتاج لرئيس قادر على اتخاذ قرار جرئ في هذا الصدد، وخطاب السيسي فيه إشارة بهذا المعنى». وأضاف أن «المشاركة السياسية يجب أن تتم بشروط جديدة ومعطيات جديدة منها فكرة القبول بأحزاب سياسية لا الجماعات». وأوضح أن حزبه سيدرس قراره بخصوص المرشح الذي سيدعمه بعد غلق باب الترشح «عبر عملية مؤسسية سيتم فيها طرح معايير محددة على المرشحين وفي ضوئها سنعلن موقفنا». وتعقد لجنة الانتخابات الرئاسية مؤتمراً صحافياً غداً لإعلان القرارات المتعلقة بالانتخابات كافة. وقالت اللجنة في بيان إنها ستعقد اجتماعات عدة على مدى اليوم وغداً، لمناقشة الترتيبات النهائية اللازمة لفتح باب الترشح، وإصدار باقي القرارات المتعلقة بالعملية الانتخابية قبل إعلان فتح باب الترشح. وأضافت أنها تتابع عن كثب عمليات تحديث وتنقية قاعدة بيانات الناخبين، للبحث في الطلبات التى تقدم إليها من المواطنين الذين لهم حق مباشرة الحقوق السياسية، سواء الذين بلغوا سن 18 عاماً أو ضباط الشرطة والقوات المسلحة الذين خرجوا من الخدمة ومن بينهم السيسي بعد استقالته من وزارة الدفاع. وأوضحت أنها وافقت على ضم من توافرت فيهم شروط القيد في قاعدة بيانات الناخبين، ومنهم السيسي. وأكدت اللجنة أنها انتهت من كل الاستعدادات لفتح باب الترشح، من طباعة نماذج التأييد، وتدبير كل المستلزمات الأخرى، مشيرة إلى أنه «تم توزيع جهاز القارئ الالكتروني ونماذج تأييد المواطنين للمرشحين على مكاتب التوثيق والشهر العقارى، لتكون جاهزة لاستقبال المواطنين لعمل التأييدات للمرشحين الذين يختارونهم لمنصب رئيس الجمهورية». وقالت اللجنة إنها «تقوم بالتنسيق مع وزارة الاتصالات لعمل وحدات الدعم الفني لتقديم الخدمات والمساعدات للموثقين في الشهر العقاري، في حال حدوث أي أعطال لأجهزة القارئ الالكتروني أو أجهزة الطباعة». وكان السيسي قال في تصريحات لصحيفة «الوطن» الخاصة إن برنامجه الانتخابي «سيكون واقعياً وقابلاً للتنفيذ في أوقات زمنية قريبة». وأوضح أن البرنامج الانتخابي «غير وهمي» وسيشمل كل النواحي التي تمس حياة المواطن المصري، لافتاً إلى أن «حكم مصر ليس بالأمر السهل، وأعلم جيداً أن مسؤولية كرسي الحكم ليست نزهة أو تشريفاً ولكنها تكليف لصاحبه الذي يجب أن يكون خادماً حقيقياً للشعب الذي تحمل الكثير خلال السنوات الماضية، وآن الأوان كي يحصد نتائج ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وهذا من حقه». وكان التلفزيون الرسمي أذاع أول لقطات للسيسي بالزي المدني بعد تقديم استقالته أثناء مصافحته أعضاء في حملته الانتخابية قبل اجتماعه بهم لوضع الخطوط العريضة المتعقلة بإدارة الحملة. وقال التلفزيون إن السيسي ناقش مع أعضاء الحملة «اللمسات النهائية لبرنامجه الانتخابية بما يلبي آمال وطموحات الشعب المصري». ولم تعلن أسماء أعضاء الحملة، بانتظار فتح باب الترشح في الانتخابات. وطلبت حملة منافسه حمدين صباحي «تكافؤ الفرص». وقال الناطق باسم الحملة معصوم مرزوق في بيان إنه «يجري اتخاذ خطوات للتواصل مع اتحاد الاذاعة والتلفزيون للاتفاق على توفير فرصة لصباحي أسوة بالسيسي لإلقاء كلمة إلى الشعب المصري وإعلان ترشحه رسمياً». وأوضح أنه «سيجري الترتيب لأن يحصل صباحي على المدة نفسها وفي التوقيت نفسه الذي حصل عليه السيسي في إطار تكافؤ الفرص بين المرشحين كافة». وأضاف أن «الحملة لا تتعرض لتصرفات أو نوايا المرشحين المنافسين التزاماً بالميثاق الذي أتخذناه على أنفسنا، بعدم التعرض للمرشحين الآخرين والتركيز على عمل الحملة وتجويد البرنامج». ونفت وزارة الداخلية ما تردد عن قيام الأجهزة الأمنية في محافظة بني سويف (جنوبالقاهرة) بإلقاء القبض على أحد أعضاء حملة صباحي الانتخابية. وأوضحت في بيان أنه تم ضبط شخص يدعى أيمن إبراهيم عبدالسلام أبو السعود «بعدما دلت التحريات على اشتراكه مع عناصر من تنظيم أنصار بيت المقدس في تزوير بطاقات هوية، وتم حبسه بقرار من النيابة العامة». وأشارت إلى أن «أمين حزب الكرامة الداعم لصباحي في بني سويف حمدي إبراهيم التقى مدير أمن بني سويف الذي أطلعه على الإجراءات القانونية التي تم اتخاذها في هذا الشأن، وأوضح إبراهيم أن المتهم ليس من بين أعضاء حملة صباحي». من جهة أخرى، قال مصدر عسكري ل «الحياة» إن وزير الدفاع الجديد الفريق أول صدقي صبحي سيستهل نشاطه خلال الاسبوع الجاري بعقد لقاء مع عدد من قيادات وضباط وصف ضباط وجنود المنطقة المركزية العسكرية «يؤكد خلاله على ثوابت عمل القوات المسلحة». وأضاف أن اللقاء الذي سيكون الأول عقب تولي صبحي منصبه «يأتي في إطار إيصال رسائل طمأنة إلى رجال القوات المسلحة والتأكيد على الاستماع إلى آرائهم ومطالبهم خلال المرحلة المقبلة».