يبدأ ممثلو الحكومة السورية والمعارضة في الوصول إلى جنيف خلال الأيام المقبلة استعداداً لبدء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة برعاية الأممالمتحدة، في وقت كشف الجيش الأميركي أنه طلب الإذن من إدارة الرئيس باراك أوباما لإحياء برنامج تدريب معتدلين من المعارضة لقتال «داعش»، بعد سنة من إلغاء البرنامج الذي كلّف ملايين الدولارات وانتهى بفشل ذريع. وقال الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط في جلسة لمجلس الشيوخ أمس، إنه طلب الإذن بإحياء جهود تدريب عناصر معتدلة من المعارضة السورية لمحاربة «داعش»، لكن على نطاق أصغر من البرنامج السابق الفاشل. وقال أوستن: «طلبت الإذن لإحياء تلك الجهود بالاستعانة بنهج مختلف»، موضحاً أنه على النقيض من الجهود السابقة، التي كانت تهدف إلى تجنيد وتدريب وحدات كاملة من المقاتلين لإعادة نشرهم في سورية، ستركز المساعي الجديدة على برنامج تدريب أقصر أجلاً لمجموعات أصغر. وفي نيويورك، أعلنت الأممالمتحدة أن جولة المحادثات السياسية في جنيف ستبدأ اليوم الأربعاء ب «اجتماعات للجنة مراقبة وقف الأعمال القتالية، ومجموعة العمل للشؤون الإنسانية» على أن تبدأ المحادثات السياسية مع أطراف المفاوضات مع «وصولهم بشكل متتال بين 12 و14 من الشهر الحالي». وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن لائحة المدعوين إلى جولة المحادثات الحالية «هي نفسها التي وجهت الدعوات على أساسها في الجولة الماضية» لكنه أشار الى أن المبعوث الخاص الى سورية سيتفان دي ميستورا «هو المرجع في الإجابة عن هذه الأسئلة». وقال إن دي ميستورا سيعقد مؤتمراً صحافياً اليوم مع انطلاق جولة المحادثات في جنيف، على أن يبدأ فريقه اللقاءات مع المدعوين الى المفاوضات «مع وصولهم بشكل متتابع الى جنيف في 12 و13 و14 الشهر الحالي». وفي جنيف، قالت جيسي شاهين الناطقة باسم المبعوث الدولي، إن دي ميستورا ينوي بدء المفاوضات حول جوهر التسوية السياسية الأحد، مشيرة الى أن الوفود السورية ستحضر في الأيام المقبلة بسبب جملة من المشاكل اللوجستية المرتبطة بمعرض السيارات الدولي في جنيف. وقال رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل، إنه وستة معارضين آخرين سيبدأون بالوصول إلى جنيف السبت. وبين الذين سيحضرون في الدفعة الأولى سليم خيربيك وفاتح جاموس وعباس حبيب ومازن مغربية، فيما يأتي نمرود سليمان من أميركا وجهاد المقدسي من الإمارات. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن رئيس «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع، قوله إنه يرفض المشاركة ما لم يدع ثمانية من ممثلي الأحزاب الكردية والإدارة الذاتية. وأعلنت شاهين، من جهتها، أن المبعوث الدولي دعا وفود الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات وبعض المشاركين في لقاءات موسكو والقاهرة، و «لن توجه دعوات أخرى»، في إشارة إلى رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم. واتهم مسلم في مقابلة مع «رويترز» أمس، جماعات من فصائل المعارضة بوضع العراقيل في مسار محادثات السلام. وبالتوازي مع مسار جنيف، أطلقت موسكو مساراً آخر عبر استضافتها شخصيات سياسية وعسكرية قريبة من النظام، إلى القاعدة العسكرية في اللاذقية غرب سورية. وأفيد عن قيام طائرة عسكرية بنقل معارضين مقبولين من النظام من مطار دمشق إلى مطار حميميم للبحث في أمور سياسية. وقالت مصادر مقربة من موسكو إن الحكومة الروسية سعت الى «احتواء معارضي الداخل الذين لم تتم دعوتهم إلى جنيف، بعقد لقاءات معهم في قاعدتها العسكرية». وأشارت إلى أن الشخصيات العسكرية والسياسية المدعوة تناولت موضوع تعديل الدستور والحل السياسي في البلاد. ميدانياً، أفادت وسائل إعلام تركية أمس بأن شخصين قُتلا واثنين آخرين على الأقل جُرحا عندما سقطت ثمانية صواريخ كاتيوشا أطلقت من منطقة يسيطر عليها «داعش» في سورية على مدينة كيليس التركية القريبة من الحدود. ورد الجيش التركي بإطلاق النار على مواقع «داعش» في سورية «عملاً بقواعد الاشتباك»، وفقاً لمصادر أمنية. واتهمت الحكومة التركية رسمياً «داعش» بإطلاق الصواريخ. وفي مدينة حلب (شمال سورية)، اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية فصائل المعارضة السورية بقصف حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه في مدينة حلب بقذائق كيماوية تحوي مادة فوسفورية.