تقدّم أقرباء 12 صينياً من ركاب الطائرة الماليزية التي فقدت عام 2014، بشكاوى الاثنين في بكين ضد شركة الطيران، عشية الذكرى الثانية لاختفاء الطائرة وانتهاء المهلة القانونية لهذا الإجراء. وسلّم أقرباء ركاب الطائرة، الذين تجمعوا في مكتب صغير في محكمة قضايا السكك الحديد المكلفة ملف الرحلة أم - أتش 370، الموظفين الوثائق اللازمة. وهذه الشكاوى مرفوعة ضد شركة الطيران الماليزية ومجموعة بوينغ المنتجة للطائرة وشركة رولس رويس المصنعة للمحرك وكذلك شركات تأمين. وقال المحامي جانغ تشيهواي من مكتب لانبينغ للمحاماة، الذي يمثل مجموعة المدعين "العائلات الصينية يمزقها حزن عميق نتيجة قرار اللجوء الى القضاء". وأوضح أن كثراً من أقرباء الصينيين المفقودين ما زالوا، على رغم تقديمهم الشكوى، مقتنعين بأنهم على قيد الحياة ومحتجزين بالقوة في مكان ما، على رغم العثور أخيراً على قطعة من الطائرة في جزيرة لا ريونيون وقطع حطام قد تكون تلك التي في موزمبيق. وأضاف المحامي نفسه: "إنهم يعتقدون أنهم إذا قبلوا التعويضات، فإن شركة الطيران يمكنها أن ترفض تحمّل أي مسؤولية في وقت لاحق، وتتنصل مما حدث ويُنسى كل شيء". وتابع أن التعويضات المطلوبة تتراوح بين 152 ألف دولار و1.07 مليون دولار للراكب، وفق السن والدخل. وزاد: "في البداية، لم يكن كثر يريدون رفع دعوى ويفضّلون الانتظار. لكن بتحديد موعد مهلة لم يعد لديهم خيار آخر، إذ إن فقدان الحق في الادعاء سيكون مؤلماً جداً". وفي هذا الإطار، أعلن جواو دي أبرو، رئيس معهد الطيران المدني في موزمبيق، لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس): "سلمنا رسمياً صباح اليوم، حطاماً الى الخبراء الماليزيين" الذين سيتوجهون الثلثاء، الى كوالالمبور التي ستنقل منها القطعة الى أستراليا لتحديدها. وأضاف أنه "من السابق لأوانه إطلاق عمليات بحث عن قطع أخرى"، موضحاً أنه "إذا تبين أن هذه القطعة عائدة الى الطائرة فعلاً، سيعود الخبراء بالتأكيد الى موزمبيق لعمليات بحث معمقة ولاستجواب سكان فيلانكولوس" القريبة من مكان العثور على القطعة. وتأمل العائلات الآن من القضاء بالرد على بعض التساؤلات. لكن كثراً متحفظون على التفاوض حول تعويضات، بينما لم يتوصل التحقيق الى أي نتيجة حتى الآن، معتبرين أن هذه المبالغ ستكون "فدية مقابل حياة" أقربائهم. وقالت غاو شيانينغ (65 سنة) التي فقدت ابنتها وصهرها وابنتهما في الطائرة: "اخترت بدء ملاحقات ليعيدوا لي ابنتي سالمة". وأضافت: "أنا واثقة من أن الطائرة لم تتحطم في المحيط الهندي، بل هبطت في مكان ما وابنتي في أمان". وأوضحت أنها لن تقر بموت أقربائها إذا لم يعثر على جثثهم. وتابعت: "أريد الحقيقة. أين الطائرة؟ أين الركاب؟". وقال جانغ إن مهلة السنتين تشكل ضغطاً كبيراً على موكليه. ورأت غاو من جهتها، أن المهلة "جائرة وتعسفية وتسبّب صدمة نفسية قوية"، معتبرة أنها يجب ألا تطبق خصوصاً في قضية تشكل لغزاً كهذه. وأضافت وهي تمسح دموعها، أن "موعد الثامن من آذار (مارس) يشكل طعنة جديدة".