هددت إيران أمس، بإلغاء اتفاق تبادل الوقود النووي المُوقّع مع تركيا والبرازيل، إذا فرض مجلس الأمن عقوبات جديدة عليها، فيما شددت روسيا على ضرورة اعتماد «الإجماع» في تبني مشروع القرار الذي طرحته الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني. وعلمت «الحياة» أن الرئيس الأميركي باراك اوباما ابلغ رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تأييده وساطة أنقرة مع طهران. وفي تطور لافت، أعلن مدير «الوكالة الروسية للطاقة الذرية» (روساتوم) سيرغي كيريينكو أن مفاعل «بوشهر» النووي الإيراني الذي يبنيه خبراء روس، «سيُدشّن بحلول آب (أغسطس)، إذا سارت الأمور كما هو متوقع». وشدد على أن مشروع قرار العقوبات على طهران «لن يؤثر في خططنا» في بوشهر. وأفادت وكالة أنباء «رويترز» أن روسيا غضبت لاعتقال برلين رجال أعمال ألمان يُشتبه في شرائهم مواد تكنولوجية لاستخدامها في «بوشهر». ونقلت الوكالة عن ديبلوماسيين غربيين قولهم إن روسيا قدمت شكوى في هذا الشأن إلى لجنة مراقبة العقوبات على إيران في مجلس الأمن. وقال محمد رضا باهونار نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني: «إذا أصدر (الغرب) قراراً جديداً ضد إيران، سنصبح في حلّ من الالتزام ببيان طهران وسيُلغى إرسال وقود إلى خارج إيران». وأضاف أن «القوى الكبرى ومجلس الأمن توصلت إلى إجماع في شأن إيران، ويُرجّح في المستقبل القريب أن تصبح الجولة الرابعة من العقوبات، سارية ضدنا». في الوقت ذاته، تعهد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن «الأميركيين سيأخذون معهم إلى قبورهم، أمنيتهم بالأضرار بإيران». في غضون ذلك، حضّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طهران على «إرسال اقتراحها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أسرع وقت ممكن، بحيث يمكن الموافقة على خطة تبادل الوقود». وقال إن المناقشات في شأن اتفاق التبادل «يجب ألا تتداخل مع المحادثات في مجلس الأمن» في شأن العقوبات، موضحاً: «سنحترم الموقف الذي سيتخذه أعضاء آخرون في مجلس الأمن. ونرى أن القرارات حول قضايا حساسة مماثلة لا بد أن تُتخذ بإجماع أعضائه». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي غربي قوله إن تبني قرار العقوبات في مجلس الأمن سيمنع موسكو من تسليم طهران صواريخ «أس-300» المضادة للطائرات. وتجنّب الناطق باسم الخارجية الروسية أندريه نيستيرينكو التعليق على ذلك، قائلاً: «إذا عرضوا علي مشرع قرار مماثل، سأكون على استعداد للتعليق عليه». لكن ناطقاً باسم «روزوبورون اكسبورت» وهي شركة استيراد أسلحة تابعة للحكومة الروسية، قال إن «أي عقوبة تقررها الأممالمتحدة، ملزمة لأي دولة مصدّرة للسلاح». في غضون ذلك، أعلن مصدر ديبلوماسي تركي أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نال تأييد الرئيس الأميركي باراك أوباما لمواصلة الوساطة بين إيران والغرب. وقال المصدر ل «الحياة» إن أردوغان شرح لأوباما، في اتصال هاتفي، تفاصيل الاتفاق، مشيراً إلى أن أوباما شكر اردوغان على جهوده، لافتاً إلى انه ينتظر الرسالة التي ستبعث بها طهران إلى الوكالة الذرية، وسيقرأها بعناية. لكن الرئيس الأميركي أكد لأردوغان حرصه على تنفيذ قرارات مجلس الأمن في ما يتعلق بالملف الإيراني. أما البيت الأبيض فأفاد في بيان بأن أوباما أبلغ اردوغان بأن «محادثات ستتواصل حول قرار جديد في مجلس الأمن» بحق إيران. وأجرى اردوغان اتصالات هاتفية بقادة عدد من الدول، لمناقشة الملف النووي الإيراني، من بينهم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو. وشنت وسائل إعلام تركية هجوماً لاذعاً على سعي الولاياتالمتحدة إلى فرض عقوبات على إيران، على رغم التوصل إلى اتفاق تبادل الوقود. والحملة التي شارك فيها كتّاب معروفون بولائهم للغرب، وينتقدون طهران دائماً، جاءت بعد جلسة عقدها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مع رؤساء تحرير الصحف وكتّاب المقالات، شرح لهم خلالها تفاصيل جهود تركيا لسنة كاملة من أجل التوصل إلى اتفاق التبادل. وذهبت بعض الصحف القومية التركية إلى اعتبار أن هدف واشنطن والغرب من إفشال اتفاق التبادل، وضع حدّ لتعاظم الدور التركي في المنطقة. إلى ذلك، أعلن الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أن إيران أبدت استعداداً لإجراء محادثات حول برنامجها النووي، معرباً عن أمله بأن تقوم دول أخرى بالمثل.