تبادلت حركتا «فتح» و«حماس» في صورة غير مباشرة معتقلين من الطرفين، إذ أطلقت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المُقالة في غزة محافظ خان يونس عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» أسامة الفرا، وذلك بعد ساعات من إطلاق السلطة الفلسطينية أحد أبرز قادة «حماس» في الضفة الغربية الدكتور محمد غزال. وبدا أن اطلاق القياديين جاء في اطار صفقة أبرمها وسطاء من تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة وغزة بقيادة الدكتور ياسر الوادية. وكانت الأجهزة الأمنية في الضفة اعتقلت غزال المحاضر في كلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية في نابلس ظهر أول من أمس من منزله في المدينة، فردت الأجهزة الأمنية في غزة باعتقال الفرا ليل الأربعاء - الخميس. وسبق أن اعتقلت الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة غزال والفرا في إطار المناكفات السياسية الناجمة عن تداعيات الانقسام الداخلي الفلسطيني. وقال عضو تجمع الشخصيات المستقلة خليل عساف إن «اجتماعاً ودياً إيجابياً عقد بين ممثلين عن فتح وحماس في نابلس أجمع خلاله الطرفان على ضرورة انجاز المصالحة الوطنية في شكل سريع. وعلى إثر الاجتماع تم إطلاق غزال». وأشار إلى أن «الاجتماع تم بجهد طيب ومخلص من تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في الضفه الغربية وقطاع غزة وفي الشتات، وحضره محافظ نابلس اللواء جبريل البكري، (ومن حماس) نائب رئيس الوزراء السابق الدكتور ناصر الشاعر والدكتور سمير أبو عيشة والدكتور علي السرطاوي». من جهته، قال الوادية إن «الاجتماع جاء وفق ترتيبات أجراها تجمع الشخصيات المستقلة لاستكمال المناقشات في شأن النقاط التي أثيرت في جلسات سابقة» عقدت في نابلس. وأوضح أن «أبرز النقاط التي تتم مناقشتها تتعلق بقضايا فرض الأمن والنظام في الضفة وغزة والبدء بخطوات إجرائية تتعلق بالورقة المصرية». ولفت إلى أن الاجتماع ناقش أيضاً «اعتقال القيادي في فتح اسكندر حويحي من غزة، وفرض الإقامة الجبرية على الناطق باسم فتح فايز أبو عيطة في منزله في غزة». إلى ذلك (أ ف ب) أفرجت إسرائيل أمس عن النائب البارز من حركة «حماس» محمد أبو طير الذي اعتقل قبل نحو أربع سنوات بعدما أسرت مجموعة فلسطينية الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت في غزة. وأكدت ناطقة باسم سلطات السجون أن أبو طير أمضى عقوبته بعد ثبوت «انتمائه إلى منظمة غير قانونية» وقيامه «بنشاطات معادية وإرهابية»، وأفرج عنه قبل شهر من انتهاء محكوميته «لأسباب إدارية». ونقل أبو طير من سجن نفحة في وقت مبكر أمس إلى مركز للشرطة في المجمع الروسي في القدسالمحتلة قبل أن يتوجه إلى منزله في صور باهر في القدسالشرقية، حيث لقي استقبالاً حافلاً من قبل عائلته وعشرات من أنصاره. وهو كان واحداً من مجموعة تضم أكثر من ستين مسؤولاً من «حماس» اعتقلوا بعد أسر شاليت في حزيران (يونيو) 2006.