سيول - أ ف ب، رويترز - أفاد تقرير أصدرته لجنة تحقيق دولية بأن غرق البارجة الكورية الجنوبية «شيونان» في 26 آذار (مارس) الماضي والذي أدى الى مقتل 46 بحاراً، نتج من طوربيد كوري شمالي في «اعتداء» نددت به الولاياتالمتحدة بشدة، بينما سارعت بيونغيانغ الى نفيه مهددة ب «حرب شاملة» في حال فرض عقوبات عليها. وأورد التقرير الذي أعده خبراء بعضهم من الولاياتالمتحدة وأستراليا وبريطانيا والسويد، ان «الأدلة تثبت في شكل قاطع ان طوربيداً وزنه 250 كيلوغراماً اطلق من غواصة كورية شمالية. ولا تفسير آخر للانفجار الذي شطر البارجة الى نصفين». وأضاف التقرير ان «الطوربيد اطلقته غواصة صغيرة، علماً ان غواصات صغيرة عدة تدعمها بارجة كانت غادرت قاعدة بحرية كورية شمالية في البحر الأصفر قبل يومين او ثلاثة من الهجوم وعادت ادراجها بعد يومين او ثلاثة». وأكدت كوريا الجنوبية انتشال اجزاء من الطوربيد من مسرح الحادث قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية تطابق سلاحاً من صنع كوريا الشمالية. وسارعت لجنة الدفاع الوطني في كوريا الشمالية التي يترأسها كيم يونغ ايل، وهي اهم هيئة في النظام الشيوعي، الى اعلان ان الاتهامات «ملفقة»، مهددة ب «حرب شاملة». وأشارت الى ان بيونغيانغ سترسل محققيها الى كوريا الجنوبية للتأكد من الأدلة. في المقابل، تعهد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك اتخاذ «اجراءات صارمة» ضد كوريا الشمالية التي «يجب ان تقر بتصرفها وتصبح عضواً مسؤولاً في الأسرة الدولية». وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس ان تقرير لجنة التحقيق الدولية يستند الى «دراسة موضوعية وعلمية للأدلة»، موضحاً ان الرئيس الأميركي باراك اوباما ابدى «تعاطفه» مع نظيره الكوري الجنوبي والشعب الكوري الجنوبي حول ضحايا البارجة ال46. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استنتاجات التحقيق الدولي التي تتهم بيونغيانغ بأنها «مقلقة للغاية»، فيما نددت لندن «بالازدراء الواضح الذي تبديه بيونغيانغ تجاه واجباتها الدولية». وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان الهجوم يدل على انعدام التعاطف مع الحياة البشرية واحتقار واضح للواجبات الدولية. اما رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما فاعتبر ان تصرف كوريا الشمالية «لا يغتفر»، مشيراً الى ان ما خلص اليه تحقيق الخبراء «سيجعل من الصعب استئناف المحادثات السداسية التي تسعى الى تفكيك البرنامج النووي لبيونغيانغ». ودعت الصين «كل الأطراف الى ضبط النفس»، مشيرة الى انها ستجري «تقويمها الخاص» لنتائج التحقيق الدولي، داعية الى اشاعة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. والصين هي الداعم السياسي والاقتصادي الكبير الوحيد لكوريا الشمالية. وأثارت بكين استياء كوريا الجنوبية في وقت سابق من الشهر الجاري حين استقبلت الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل في زيارة خارجية نادرة له. وحامت شكوك حول كوريا الشمالية منذ غرق البارجة شيونان قبالة جزيرة بينغنيونغ قرب الحدود البحرية مع كوريا الشمالية، اثر انفجار غامض على متنها. ونفت بيونغيانغ باستمرار تورطها بالهجوم الأسوأ ضد كوريا الجنوبية منذ اعتداء نسب الى عملاء كوريين شماليين استهدف طائرة «بوينغ» تابعة للخطوط الكورية، وأدى الى مقتل 115 شخصاً عام 1987.