أعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خطة «متكاملة لتحرير الفلوجة، بالتزامن مع إعلان انطلاق عمليات تحرير شمال الرمادي، فيما قتل وأصيب أكثر من سبعين شخصاً في تفجير انتحاري استهدف أحد مداخل محافظة بابل. وأعلنت مصادر محلية وطبية ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الانتحاري الذي استهدف أمس حاجزاً للتفتيش شمال الحلة، كبرى مدن محافظة بابل جنوببغداد. وقال فلاح الراضي، وهو رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، إن «التفجير الانتحاري أسفر عن مقتل 47 شخصاً وإصابة أكثر من 70 بجروح». وأشار إلى أن «الانتحاري نفذ الهجوم بشاحنة مفخخة محملة مواد متفجرة وسط الحاجز الذي كان مكتظاً بسيارات العابرين الخاضعة للتفتيش». وأكد طبيب في مستشفى الحلة حصيلة الضحايا، مشيراً إلى «قتل حوالى عشرين من عناصر الأمن في الهجوم». وأدى التفجير إلى احتراق وتدمير أكثر من ثلاثين سيارة. وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة إن التفجير كان بصهريج مفخخ حاول العبور إلى داخل المدينة، مؤكداً أن «قوات الأمن تمكنت من اكتشافه أثناء توقفه، لكن الوقت كان قد فات ففجر الانتحاري نفسه». وتعرض حاجز التفتيش ذاته في آذار (مارس) 2014 لهجوم انتحاري بسيارة مفخخة أدى إلى سقوط نحو 200 بين قتيل وجريح. وغالباً ما تتجمع عشرات السيارات المدنية عند هذا الحاجز، خصوصاً لدى بداية ونهاية الدوام الرسمي. وتشهد مدينة الحلة استقراراً أمنياً منذ استعادة منطقة جرف الصخر الواقعة شمال المحافظة، حيث كانت تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» جنوببغداد. على صعيد آخر، جاء في بيان لمكتب القائد العام للقوات المسلحة (العبادي)، أنه «عقد اجتماعاً مع عدد من شيوخ الفلوجة ووجهائها، نوقشت خلاله مسألة تحرير الفلوجة من العصابات الإرهابية والاستعدادات والخطط الكفيلة بمشاركة العشائر وأبناء المدينة في العملية». وأكد البيان «أهمية وضع الخطط المناسبة لمشاركة أبناء العشائر وأهل الفلوجة في تحرير مدينتهم والتعاون الكامل في هذا الجانب»، ولفت إلى أن «العدو منكسر وشهد انهياراً وانهزاماً كبيراً في معارك سامراء»، وأضاف: «لدينا خطة متكاملة نراعي فيها المحافظة على أرواح مقاتلينا والمدنيين وتقليل الخسائر إلى أدنى حد ممكن». وأعلنت خلية الإعلام الحربي أن القوات المشتركة بدأت عمليات تطهير منطقتين في المحور الشمالي لمدينة الرمادي، تولتها «الفرقة العاشرة بإسناد من قطعات الفرقة الثامنة وطيران الجيش والمدفعية والدبابات والحشد الأنباري وطيران التحالف، وبدأت عملية تحرير مناطق البوعبيد والبوبالي». وأطلقت قيادة العمليات في الأنبار عملية تحرير جزيرة الخالدية شرق الرمادي، وقال اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إن «القوات الأمنية نفذت عملية لتحرير الجزيرة بمشاركة الفرقتين الثامنة والعاشرة ومقاتلي العشائر». إلى ذلك، أعلنت خلية الإعلام الحربي في بيان، أن «الطائرات العراقية ألقت آلاف المنشورات على مدينة الفلوجة تطالب المواطنين بالتهيؤ لمرحلة ما بعد عصابات داعش الإرهابية التي أصبحت نهايتها قريبة». من جهة أخرى، أعلنت قيادة الحشد الشعبي انطلاق المرحلة الثانية من العمليات العسكرية لتحرير المناطق الواقعة بين محافظتي صلاح الدين والأنبار، وذكر بيان لقيادة الحشد، أن «المرحلة الثانية من عمليات الإمام علي الهادي انطلقت رسمياً لتحرير المناطق الواقعة بين الصينية وحديثة». في هذه الأثناء، أعلن مجلس محافظة كربلاء اعتقال شقيق قائد شرطة الأنبار واثنين من عناصر»داعش» أثناء «محاولتهم إدخال عجلة مفخخة إلى المحافظة»، وقال رئيس المجلس نصيف جاسم الخطابي في بيان إن «استخبارات كربلاء تمكنت من اعتقال المدعو فلاح رزيج، شقيق قائد شرطة الأنبار هادي رزيج، مع اثنين من إرهابيي داعش أثناء محاولتهم إدخال عجلة مفخخة من نوع كيا إلى كربلاء»، وبين أن «كميات كبيرة من المتفجرات تم إخفاؤها داخل العجلة». وتبرأ قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج من أخيه أو أي شخص يمس سيادة العراق وأمنه، وقال:»هناك معلومات مسبقة عن عجلة تابعة لداعش كانت تنقل السلاح من ناحية الوفاء إلى قضاء هيت، وأبلغت بها قيادة شرطة الأنبار إلى اللواء 18 في الشرطة الاتحادية، وتم القبض عليها»، وأضاف: «أعلن تبرُّئي من أخي أو أي شخص يمس سيادة العراق وأمنه»، وأشار إلى أن «تنظيم داعش قتل سائقِي وشقيقيَّ واثنين من أولاد عمي، كما حاول اغتيالي أربع مرات، إضافة إلى أنه فجر منزلي».