نفى الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله، في حفل تكريمي للقيادي الميداني في الحزب علي أحمد فياض (الملقب ب «علاء البوسنة») الذي كان سقط في سورية، في بلدته أنصار الجنوبية، أن يكون قال في خطابين سابقين إن أهل السنة صاروا حلفاء لإسرائيل، مؤكداً وبنبرة غاضبة: «لم أقل هذا وكلكم سمعتم. قلت إن إسرائيل تعتبر أن هناك فرصة، وتقدم نفسها صديقة وحامية لأهل السنة. وهناك بعض الدجالين الكذابين المنافقين، من سياسيين ووسائل إعلام حرّفوا كلامي وقوَّلوني ما لم أقل». وشدد على أن «لا تطبيع مع إسرائيل». ورافق ظهور نصر الله عبر شاشة عملاقة في بلدة انصار وبدء كلامه، اطلاق نار كثيف في الهواء في بيروت وضاحيتها الجنوبية. وحيّا نصر الله «المقاتلين الذين قاتلوا جنباً إلى جنب مع الجنود السوريين لاسترجاع قتلى الحزب في سورية». ثم تحدث عن بداية فياض «مقاتلاً في المقاومة وقائدَ بناء قوة المقاومة والردع إلى جانب عماد مغنية». وذكّر ب «أن جيل «علاء»، كما في حركة أمل والأحزاب الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية، ولا ننسى دور النظام السوري، لم ينتظروا استراتيجية عربية موحدة ولم ينتظروا الدول العربية، وإلا لكانت إسرائيل لا تزال في الجنوب اللبناني». ولفت إلى «أننا أيضاً إذا أردنا انتظار الجامعة العربية فستبتلع إسرائيل مزارع شبعا وكفرشوبا». وتوقف عند معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، وأكد أنها معادلة «إلى الأبد»، وقال: «نقول للأنظمة: نحن لا نريد منكم شيئاً، فقط حلّوا عنا، عن البلد والمقاومة والشعب. هذه القدرة الذاتية غير المشروطة هي التي تحمي البلد، أما التوسل إلى الأنظمة العربية والبحث عن استرضائهم، فأين هم في أيام الشدة؟». ورأى أن تسمية «حزب الله» منظمة إرهابية «قرار تعسفي». وتحدث عن «مؤامرات ضد الحركات المقاومة»، ورأى «أن مسألة السنة والشيعة كذبة». وعن سبب لقب «علاء البوسنة»، توقف نصر الله عند «تفكك يوغوسلافيا واستضعاف المسلمين وارتكاب المجازر بحقهم، حيث دمرت المدن والقرى، ويومها في لبنان كانت هناك وجهتا نظر، الأولى تقضي بتحميل مسيحيي لبنان المسؤولية وصار الهجوم عليهم، ولا سيما الأرثوذكس، وزرعوا عبوات واستهدفوا رجال دين ومقابر مسيحية، وتمت معالجة الموضوع من الدولة. والرأي الآخر كان الذهاب إلى هناك والدفاع عنهم، وكان الحزب مع وجهة النظر هذه، وفتحنا معسكرات تدريب وقاتلوا، فهل هذا إرهاب؟ لم نرد التدخل بالنظام ولا بالدستور، إنما ساعدنا أناساً يتم التعرض لهم». محطة العراق وعن محطة العراق في سيرة فياض، لفت إلى أنه «ذهب إلى سورية، وأثناء ذلك حصل ما حصل في الموصل حين اجتاحها داعش وأصبح على مقربة من بغداد، وما لحق بالسنة من داعش أكثر مما لحق بالشيعة في العراق. ويومها دعا العراق إلى وقفة في مواجهة الخطر والصوت الأعلى كان للمرجعية الدينية. ولو كنا نريد انتظار الإجماع العربي لنأخذ إذناً، عليكم خير، ولم يكن وارداً، أرسلنا مجموعة كبيرة جداً إلى العراق بالسر، أخذناهم من الجبهات، وهناك كنا نقاتل تحت قيادة عراقية، لا لنتدخل بشؤون العراق الداخلية. ولا تزال مجموعة هناك، ما هي جريمتنا؟ ألأننا واجهنا تنظيم داعش الذي يُجمع العالم كله على أنه تنظيم ارهابي، نكون نحن إرهابيين ونُدان؟». وعن سورية، قال إن فياض «من أوائل الذين ذهبوا إلى سورية، ولن أكرر رؤيتنا للأحداث في سورية». وقال: «نحن شخّصنا أن لدينا مسؤولية، لذلك ذهبنا إلى سورية وهذه وجهة نظر، ولا مشكلة لدينا، كنا نركض وراء الواجب، الحد الأدنى وصار الموقف يتدحرج ولم نكن نحب ذلك. نحن غير محرجين مع أحد بالقتال في سورية، لا أحد أمرنا بالقتال في سورية، حتى إيران». وعن موقف لبنان في مؤتمر وزراء الداخلية العرب، قال: «كتِّر خيره وزير داخلية لبنان». وتوقف عند ردود الفعل على تصنيف الحزب إرهابياً، وشكر «تونس والمواقف في لبنان ودول عربية على المستوى الشعبي وموقف سورية الرسمي وإيران الرسمي وكل من تضامن معنا». واعتبر أن ما حصل «يعبر عن مكانة المقاومة عند الشعوب العربية. وهو رسالة قوية لإسرائيل». وكان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم ذكر بأن «المقاومة نجحت في تحرير الأرض وحماية شعبها وأمتها بجاهزيتها الكاملة دائماً مع كل التحديات واستنهاض الشعوب التي أصبحت تؤمن بقدرتها على المقاومة وتغيير الوقائع». وكرر حملته المعهودة على المملكة العربية السعودية ومؤيديها. رعد: نريد الاستقرار أما رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد فرأى في المقابل «أن أحداً لا يريد أن يقلب الطاولة على أحد في لبنان، ونريد الاستقرار والأمن والسلم الأهلي وملء الشغور الرئاسي بما يحقق تطلعات شعب هذا البلد، وتحريك وتعجيل حركة المؤسسات الدستورية، كما نريد تفعيل وتنشيط الحياة الاقتصادية، ولكن كل ذلك في ضوء تحقيق سيادتنا وقرارنا الوطني، وهذا الأمر يحتاج منا إلى جهود مخلصة وصادقة نتابعها مع كل المخلصين والصادقين في وطننا». وأمل ب»أن ينشط من ينشط من أجل تقوية جيشنا وتعزيز قدرته التسليحية ليتمكن من الدفاع عن الوطن بوجه الأعداء الشرسين الذين يتهددوننا بإمارة يقيمونها هنا أو بإمارة هناك، والاحتلال الصهيوني دحرناه». واعتبر أن «الذين يضعوننا اليوم على لائحة الإرهاب يجب أن يعيدوا النظر في سياساتهم، لأن الأمة اليوم واعية ومتيقظة تعرف ما يصلح أمرها».