اطلق الامين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله مجموعة مواقف سياسية داخلية واقليمية، ابرزها التحذير من خرائط جديدة لتقسيم المنطقة وتأكيده ان القتال في سورية هدفه الدفاع عن وحدتها، مؤكداً «ان ليس في امكان اي طائفة او حزب او تيار ان يكون قائداً للبنان». وحضر المهرجان الحاشد احياء للذكرى التاسعة «لانتصار حرب تموز - 2006» الذي اقيم في وادي الحجير الذي شهد مواجهة شرسة بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي خلال العدوان الاسرائيلي في العام المذكور، والتي عرفت ب «مقبرة الدبابات الاسرائيلية»، ممثلون لكل من: رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون ورئيس حزب «المردة» النائب سليمان فرنجية، اضافة الى السفير الايراني لدى لبنان محمد فتحعلي، وممثل لقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، واهالي الشهداء والجرحى. بدأ المهرجان بعزف النشيد اللبناني ونشيد «حزب الله»، وبشريط مصور عن المعارك التي شهدها وادي الحجير على مراحل خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي للجنوب، ثم انشدت فرقة بلباس عسكري اناشيد حزبية تحيّي انتصار الحزب في حرب تموز 2006، واحاطت بها بقايا من دبابات اسرائيلية دمرت في حينه، فيما لوحت الجموع برايات كثيرة للحزب وقليلة للعلم اللبناني. وجسد عناصر من الحزب لوحات قتالية على التلال المحيطة بالمهرجان. واطل نصر الله من خلال شاشة عملاقة على الحضور، واستهل كلمته بالتعزية «لشعبنا في العراق على ما يحل به وخصوصاً المجزرة التي ارتكبها «داعش» بحق الناس»، مؤكداً ان «المعركة مع «داعش» طويلة لأنه خطر يهدد الأمة». وشكر «من ساند واحتضن (المقاومة) في لبنان وخارجه خلال حرب تموز». وقال: «امام حجم التضحيات وخصوصاً امام مواكب الشهداء التي لا تزال تتوالى إلى قرانا وتضحيات الشهداء والابطال الذين ما وهنوا، اقول ان اللسان عاجز عن التعبير والشكر والكلام. واستبدله بتقبيل ايدي عوائل الشهداء والمضحين والذين بفضلهم سيبقى نصركم». ودعا «الى تثبيت 14 آب «يوماً وعيداً للانتصار الإلهي» الذي يختصر انتصار لبنان في حرب تموز، كما يوم 25 أيار عيداً للمقاومة، لأن يوم 14 آب اليوم الذي توقف فيه العدوان ولأنه اليوم الذي عاد فيه اهلنا الاوفياء من الاماكن التي هجروا اليها الى مدنهم وقراهم بكل ثقة ويقين واطمئنان، لأنهم آمنوا بهزيمة العدو ومعادلة الردع، وكانت عودتهم في مثل هذا اليوم تعبيراً عن تمسكهم بأرض الأجداد والآباء مهما كانت التضحيات». واذ استعاد الحديث عن «إمكانات المقاومة في ذلك الوقت»، أكد «ان ما حصل كان معجزة حقيقية». وتوقف عند مسألة «مقاومة كل احتلال»، وقال: «واجبنا أن نرفض كل احتلال ونقاومه، وهذه المقاومة متواصلة بأشكال مختلفة. ويمثل الصمود الأسطوري لمقاومتنا وجيشنا وشعبنا ذلك التكامل في الميدان». وتوقف عند «استراتيجية الجيش الاسرائيلي»، داعياً الى «الاهتمام بما نشر في إسرائيل حول الموضوع عن «أن سلاح الجو لم يعد يحسم معركة، كما سلاح البر». وشدد على أن «كل بقعة في ارضنا ستكون حفرة محصنة تدمر دباباتكم وتقتل جنودكم وضباطكم ولن تكون هناك استراتيجية ناحجة للجيش الاسرائيلي بعد اليوم في لبنان، وهذا عمل يومي ودائم بمعزل عن كل التطورات التي تحصل عندنا في المنطقة. نحن نطرح استراتيجية وادي الحجير مقابل استراتيجية العدو. ونحن اليوم أقوى إرادة وأمضى عزيمة وأعظم عدة وعديداً». وخاطب اللبنانيين بقوله: «هذا الانتصار تحقق على رغم الانقسام العمودي الحاد في العام 2006 وانقسام السلطة السياسية ولا ننسى كيف كانت تتخذ القرارات وكيف الرئيس نبيه بري كان يفاوض كل مفاوضي العالم ويحفظ دماء المقاومة، ونتذكر الرئيس اميل لحود الذي كان محاصراً في قصره. ولا أريد ان افتح ملفات الماضي إلا لأقول: «اذا كنا منقسمين وانتصرنا، كيف إذا توحدت السلطة السياسة والأمنية وتجاوزت صراعاتها في مواجهة التهديد، سواء كان إسرائيلياً أو إرهابياً؟ السنا قادرين كلبنانيين وكدولة وشعب أن نحمي بلدنا ونصون سيادتنا من دون الحاجة الى أحد في هذا العالم؟ وإذا كان من صديق يمد لنا المساعدة إلا نقابلها بالشكر؟ بلدنا مهدد بوجوده وبقائه وأمنه، ندعو إلى هذه الوحدة الثلاثية والترفع عن الصراعات في مواجهة التهديد الوجودي». رفض التقسيم وشدد نصر الله على وجوب «رفض تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وهذا ما تعمل عليه أميركا او إسرائيل وقوى إقليميه إن كانت تعلم أو لا تعلم». وقال: «إن التقسيم سيدخل المنطقة في حروب اهلية وطائفية وعرقية طويلة تدميرية. واليوم قادة الامة الاسلاميون والمسيحيون وبكل الاتجاهات مدعوون الى موقف حاسم... اذا سمح هذا الجيل بتقسيم جديد سنتحمل التبعات الخطيرة على كل الأجيال الآتية». ورأى أن «أميركا اليوم تستخدم «داعش» لتقسيم المنطقة، من حيت تعلم «داعش» أو لا تعلم. أميركا تستغل «داعش» لإسقاط حكومات وأنظمة ورسم خرائط جديدة». وقال: «أنقرة قالت قبل أيام إن اميركا طلبت منها وقف ضرب «داعش» في سورية، لماذا؟ لأنها تريد توظيف «داعش» في سورية كما في العراق. والكلام الجديد في الدوحة من جون كيري ومن يلحق به، أنه يجب أن يرحل النظام الحالي لأنه لا يستطيع مواجهة «داعش»، ويجب إعطاء السلطة للمعارضة المعتدلة ونحن سندعمها. أميركا تكذب وتخادع. هل هذه المعارضة المعتدلة خارج «داعش» و «جبهة النصرة» قادرة على مواجهة «داعش»؟ هي تقول إن تدريب المعارضة المعتدلة فشل. اذاً أنت تأتي ببديل ضعيف وهزيل. هذه الخديعة تحصل في اكثر من بلد، في العراق وغيره. قالوا للعراق: غيروا حكومتكم ندعمكم لتهزموا «داعش»، لكن ما النتيجة؟ هل حصلوا على الدعم لمواجهة «داعش»؟ كان «داعش» يتقدم إلا في المكان الذي كانت فيه القوات الحقيقية الأصيلة المعتمدة على ارادتها واصدقائها الحقيقيين، يعني الحشد الشعبي والقوات العراقية». واكد انه «اليوم في سورية يكررون هذا الكلام. يجب ان نتنبه الى هذا الخداع الاميركي». وأضاف: «اميركا وحلفاء اميركا في المنطقة يوظفون الارهاب لفرض شروطهم وخرائطهم، ويجب أن نواجه هذا كله في كل المواقع لان المشروع الأميركي هو تقسيم العراق وسورية والمنطقة وحتى السعودية». ولفت إلى كذب «الاتهامات للقيادة والجيش السوري وحلفائهما، ومنهم نحن، بأننا نعمل لتقسيم سورية. نحن لا نعمل لتقسيم سورية. نحن نقاتل من اجل بقاء سورية واحدة موحدة ونرفض الخضوع للتقسيم». لا للعزل وتطرق نصرالله الى الوضع اللبناني فقال: «نحتاج كلبنانيين جميعا الى ان يكون عيشنا واحداً ومشتركاً، وان نقتنع بقيام الدولة التي تبعث الطمأنينة عند كل المكونات، وأن نقتنع بقيام الدولة التي يشعر فيها الجميع بالثقة، دولة لا تخيف ولا تقلق أحداً، دولة لا تمييز ولا حرمان فيها بين المناطق والطوائف، وهذه الدولة هي الضمانة في كل شيء. ويجب أن ينتهي التعاطي على أساس الطائفة القائدة، اذ ليس هناك من طائفة تستطيع أن تكون قائدة في لبنان، وعقلية الطائفة القائدة أو الحزب القائد أو التيار القائد للدولة، ليس هناك إمكان لذلك في لبنان، ويجب أن تنتهي هذه العقلية من تفكيرنا». أضاف: «اليوم في لبنان كلنا شركاء في الخوف والغبن، اللبنانيون اليوم متساوون بهذا الإحساس، والدولة هي الحل والضمانة لا التقسيم ولا الفيديرالية، لكن هذه الدولة العادلة والتي تخدم الناس من دون تمييز لا يمكن أن تكون كذلك إلا إذا كانت دولة شراكة حقيقية». وإذ أسف «للحديث عن كسر أو عزل «التيار الوطني الحر» أو العماد ميشال عون»، قال: «في الخطب السابقة كنا ندعو الى الحوار وعدم تجاهل هذا الواقع، والبعض يراهن على أن هذا التحرك لن يحقق أي نتائج، وهذا تفكير خاطئ». أضاف: «نحن في لبنان لا نقبل أن يُكسر أي من حلفائنا أو يعزل أي منهم، وخصوصاً الذين وقفوا معنا في حرب تموز ووضعوا رقابهم مع رقابنا ومصيرهم مع مصيرنا. أنا أقول للجميع هذا الموضوع كما هو موضوع سياسي هو موضوع أخلاقي يستحق التضحيات، وباعتبار المستهدف في هذه الأيام هو العماد عون أنا أقول أنكم لن تستطيعوا عزله».