رفضت حركة «طالبان» أمس إجراء محادثات سلام مباشرة مع الحكومة الأفغانية، موجهة ضربة للجهود الدولية الهادفة إلى إحياء عملية التفاوض بهدف إنهاء التمرّد المستمر منذ 14 سنة. وكررت الحركة شروطها المسبقة لاستئناف الحوار بما يشمل رحيل القوات الأجنبية من أفغانستان، فيما كان من المرتقب أن تنطلق محادثات ثنائية في إسلام آباد هذا الأسبوع. وتزامناً وخلال اتصال تلفزيوني جمعهما، جدد الرئيس باراك أوباما دعوته لنظيره الأفغاني أشرف غني السعي مع البلدان المجاورة من أجل السلام في أفغانستان وتعميق التعاون الإقليمي. وكانت حكومة كابول أعلنت أن الحوار المباشر مع ممثلي طالبان سينطلق، بعد أربع جولات من المحادثات بين ممثلي كل من أفغانستان وباكستان والصين والولاياتالمتحدة. غير أن الجهود منيت بانتكاسة قوية في ضوء رفض «طالبان» السير في أي حوار تحدد طريقه البلدان الأربعة، واتهم بيان للحركة، نشرته على موقعها الرسمي، الولاياتالمتحدة بعدم الجدية في السعي إلى السلام، خصوصاً مع زيادة عدد قواتها في أفغانستان ومواصلتها تعقّب مقاتلي «طالبان»، من خلال شنّ غارات جوية وهجمات ليلية على مناطق مختلفة من البلاد. كما اتهم البيان القوات الحكومية بمحاولة توسيع رقعة المواجهات، ما تسبب بتشريد الآلاف من العائلات في الشتاء القارس ووسط الثلوج. وجاء فيه أن «من أعلنوا عن موعد المفاوضات المباشرة لم يتواصلوا مع المكتب السياسي للحركة في الدوحة. كما لم يتم الإصغاء إلى آراء الشخصيات الأفغانية التي شاركت في محادثات باغواش الشهر الماضي». وشدد بيان الحركة على نفي موافقة الملا أختر محمد منصور أو مجلس الشورى القيادي على التفاوض مع كابول، وأن كل ما ورد في وسائل الإعلام عن هذه الموافقة لا أساس له من الصحة. وشدد على إنهاء الوجود الأجنبي «الاحتلال» في أفغانستان، وإلغاء «اللائحة السوداء» التي أدرجت الأممالمتحدة فيها أسماء قيادات «طالبانية» وحظّرت حركتها وجمّدت أموالها، مشيراً إلى أن أي محادثات «مشبوهة» لن تفضي إلى النتائج المرجوة. في غضون ذلك، احتدمت المعارك في مناطق مختلفة وواصلت قوات «طالبان» تقدّمها في ولاية هلمند (جنوب)، حيث بسطت سيطرتها على مناطق جديدة ومراكز حكومية في ولايات الشمال الأفغاني. ودارت اشتباكات في ولاية فارياب المحاذية للحدود مع تركمانستان (شمال). ووفق بيانات لمركز الإعلام الأفغاني في كابول، منيت القوات الحكومية بقيادة الجنرال رشيد دوستم نائب الرئيس الأفغاني، بخسائر فادحة في الأرواح والمعدات وأجبرت على الانسحاب من منطقة خواجا موسى بعد مقتل 34 من أفرادها. ونقل موقع «طالبان» عن مسؤولين عسكريين في الحركة، أن مسؤولاً في الشرطة الأفغانية في ولاية بدخشان المحاذية للصين وطاجكستان انضم إلى الحركة، فيما سيطر مقاتلوها على مراكز المراقبة التابعة للحكومة في منطقة ناد علي في هلمند، وأخرى قريبة من لشكر جاه عاصمة الولاية.